احتفاؤه بزيارتي:
وقد حرصت على أن أحضر المحاضرة، وأن ألتقي المحاضر بعد ذلك في حجرته أو جناحه في الفندق، مرحّبًا به في قطر، وقد احتفى بزيارتي له، وقال لي: لقد كان من أهداف زيارتي لقطر أن أسعد بلقائك، وأتعرف عليك وجهًا لوجه، بعد أن عم صيتك الآفاق. وقال: وهذه زوجتي تشهد أن لقاءك هو من المقاصد الأساسية لزيارتي. وإننا في مصر نعتز بك ونعتبرك رمزًا للإسلام المعتدل المستنير، الذي ينظر إلى العالم من أفق واسع هو أفق التعاون والتسامح ... وإنك بمفردك مؤسسة دينية تعادل المؤسسة الرسمية، وقد تتفوق عليها. وقد رزقك الله حب الناس في كل مكان.
ثم قال: وإن هذا ليس رأيي وحدي، ولكنه رأي جمهور المثقفين في مصر، بل أقول لك: إنه رأي الجهات الرسمية؛ فالجميع يقدرك، ويعدك فخرًا للأزهر ولمصر، ويعرف منزلتك في فقه الدين وحُسن عرضه، والدفاع عنه أمام من يعاديه.
شكواي من إيقافي في المطار:
وهنا قلت له: فلماذا يوقفونني في المطار كلما دخلت إلى مصر، ويأخذون جوازي ولا يعيدونه إلي إلا بعد ساعة، أو تزيد؟
قال: من يقوم بذلك؟
قلت: يقوم به المسئولون عن الأمن: رجال زكي بدر (وزير الداخلية في ذلك الوقت) وأمثالهم في المطار، وإن كانوا - والحق يقال - يتعاملون معي في غاية الأدب والذوق.
قال: سأنقل هذا إلى الجهات العليا، وأعتقد أنهم لا يقبلون ذلك، ولا يرضيهم.