اشتغالي بالفتوى منذ زمن مبكر:
وأودّ أن أذكر هنا أو أذكر أني شُغلت بالفتوى منذ زمن مبكر في حياتي. فقد بدأت في ممارسة الدروس الرمضانية في مسجد المتولّي بالقرية، وأنا ابن السادسة عشرة. ومن جلس مجلس الدرس لا بدّ أن يسأله الناس، ولا بدّ له من أن يجيب عن أسئلتهم.
كما قمتُ بتدريس «الفقه» لأهل القرية، وأنا ابن الثامنة عشرة، حيث كنت في السنة الأولى الثانوية بالمعهد الديني في طنطا.
وكنت أستعين في إجاباتي بعد توفيق الله تعالى، بما درسته في الأزهر، وبقراءاتي الخاصّة، وبمخزوني مما سمعته من مشايخ القرية طوال فترة صباي. ولكني كثيرًا ما كنت أخرج عن المألوف من إجابات المشايخ المعتادة إلى إجابات كثيرًا ما كانت تحدث ضجة في المجتمع القروي.
وحينما أصبحت في كلية أصول الدين، وبات عمري أربعًا وعشرين أو خمسًا وعشرين سنة، وكنت أخطب في مسجد آل طه بالمحلة الكبرى، كثيرًا ما كنت أعقد جلسة للإجابة عن أسئلة الجمهور فيما يهمهم في أمور دينهم وإسلامهم.
وهذا ما سلكته حين عُيِّنت خطيبًا بمسجد الزمالك بالقاهرة فكثيرًا ما كنت أعقد جلسة بعد الجمعة للرد على استفتاءات الناس