نشر الدكتو مختار عبد الرحيم ساخو، في وسائل التواصل الاجتماعي يطالب فيه الدولة الموريتانية بتنميط اللهجات المحلية بالحرف العربي، كما كان الآباء والأجداد، الذين حافظوا على اتخاذ العربية وسيلة لكتابة لهجاتهم، حتى العام 1966م.
وقال الدكتورفي مقابلته مع موقع الفكر إن هناك أكثر من دليل على كتابة هذه اللهجات بالحرف العربي، وهناك كتب ومصنفات كثيرة من قرون مازالت موجودة باللغات المحلية ومكتوبة بالأحرف العربية، ورأيتها بعيني يقول الدكتور مخطوطة بالحرف العربي ولازال يوجد اليوم من يكتبونها كذلك في موريتانيا وفي نيجيريا وفي طوبا كذلك حتى الآن وفي تواون أيضًا ولكنها لا تدرس في المدارس و ستكون موريتانيا أول دولة تدرسها في 2024م في إفريقيا ان شاءالله تعالى.
وهذا نص المقابلة:
موقع الفكر: نود منكم تعريف المشاهد بشخصكم الكريم من حيث الاسم تاريخ ومحل الميلاد و الدراسة والشهادات المتحصل عليها والوظائف التي تقلدتم؟
الدكتور مختار: اسمي مختار عبد الرحيم ساخو، ولدت في المذرذرة في العام 1959م، أي أني من أطفال الاستقلال، و درست الابتدائية في روصو و اركيز و امبود ثم أكملت تعليمي المدرسي في كيهيدي حتى حصلت على البكلوريا ثم ذهبت بعد ذلك إلى نواكشوط وكنت من أوائل الذين درسوا في جامعة نواكشوط 1982م ومن ثم ذهبت للمغرب ودرست في جامعة سيدي محمد بن عبدالله في تطوان حيث كنت أدرس فيها اللغة والأدب الفرنسي، وبعد تخرجي منها ذهبت في منحة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران إلى جامعة السوربون في باريس حيث التحقت بقسم الأدب المقارن، ثم ذهبت لأمريكا في العام 1993م، حيث أن أخي من أمي وهو سينيغالي الجنسية كان يعمل في الأمم المتحدة هناك، ودرست في جامعة واشنطن في ولاية ميزوري وأخذت الدكتوراه، هناك ودرست العلوم السياسية في ولاية بوسطن ثم عملت في الدولة الأمريكية حيث درّست في وزارة الدفاع وأكاديمية الطيران في ولاية كولورادو، و درست كذلك في ولايتي سانت لويس و بوسطن وكذلك في المعهد الدولي لوزارة الداخلية المتعلق باللغات في كاليفورنيا حتى العام 2021م، حيث تقاعدت وكنت أعلم القرآن هناك والعربية وكذا الحسانية وعدت لموريتانيا، وكتبت منشورًا على الانترنت مضمونه أن الدولة إذا كانت ترغب في تكوين حول اللغات الوطنية فإنني اقترح أن يكون بالحرف العربي، ثم دعاني الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ورحب بي واثنى على الفكرة وبمثل هذا النوع الذي يجمع ولا يفرق فقلت له إن ذلك عادة أجدادي حيث كانوايجمعون ولا يفرقون وكذا حال أسرتنا، وبوصفنا مسلمين فان لغتنا هي العربية ويمكن ان نعلم اللغات الأخرى بالحرف العربي وقلت له إنني سأعود الى الولايات المتحدة لأرجع أوراقهم إليهم وأعود إلى موريتانيا وانشيء جمعية لهذا الغرض واقترحت عليه تعليم اللغات المحلية وتنميطها بالأحرف العربية، فوعدني أنه سيقابلني لمناقشة ذلك لكنه لم يقابلني حتى اليوم،....
موقع الفكر: من المعروف أن هذه اللغات كانت تكتب بالحرف العربي، حتى بعد الاستقلال، فلما يصر البعض على تنميطها بالحرف اللاتيني؟
الدكتور مختار: كانت اللغات الوطنية قبل 1966م تكتب بالأحرف العربية لكن في مؤتمر اليونسكو المقام في باماكو غُيّر ذلك بسبب دعوات بعض ممن يوصفون بالوطنيين أنهم يريدون كتابة الأحرف باللاتينية وأعرف أستاذًا عربيًا كان معهم في هذا المطلب فصارت تكتب بالأحرف اللاتينية.
موقع الفكر: يقول البعض إنه لايوجد دليل على كتابة لغاتنا الوطنية قديما بالحرف العربي؟
الدكتور مختار: بلى، هناك أكثر من دليل على ذلك وهناك كتب ومصنفات كثيرة من قرون مازالت موجودة باللغات المحلية ومكتوبة بالأحرف العربية، ورأيتها بعيني مخطوطة بالحرف العربي ولازال يوجد اليوم من يكتبونها كذلك في موريتانيا وفي نيجيريا وفي طوبا كذلك حتى الآن وفي تواون أيضًا ولكنها لا تدرس في المدارس و ستكون موريتانيا أول دولة تدرسها في 2024م في إفريقيا ان شاءالله تعالى.
موقع الفكر:تتجه موريتانيا الآن إلى تنميط اللهجات الوطنية، فهل يكون ذلك التنميط بالحرف العربي ام اللاتيني؟
الدكتور مختار: لا، ليس بعد لأن القانون الجديد يعتزم التدريس باللغات الوطنية ولم تحدد بعد.
موقع الفكر: من يدعو لكتابة اللغات الوطنية بالحرف العربي ويرى أهميته؟
الدكتور مختار: أنا شخصيًا أدعو له واهتم به ومعي كثير من الناس لايمكنني ان أحصيهم لك ولكن منهم مثلًا الوزير السابق للخارجية صو آبو دبمبا وكذلك صو آدم صمبا الرئيس السابق لمحكمة الحسابات وكذلك الشيخ بون عمر لي، وهذا تربطني به علاقة قرابة عائلية وغيرهم من الأطر الذين درسوا في جامعات عربية كالأزهر وغيره.
موقع الفكر:هل لديكم طموح سياسي للترشح في الانتخابات القادمة؟
الدكتور مختار: ليس لدي طموح سياسي، وليست لدي أي نية في الترشح لأي منصب سياسي، وليس لدي أي تعاقد حتى مع جامعة نواكشوط، وسوف أقوم بإنشاء جمعية لتعليم اللغات الوطنية، ولدي ثلاثة أبناء اثنان منهم في أمريكا هما عبد العزيز يدرس آخر سنة من الثانوية هناك وعائشة وستتخرج هذا العام من قسم المالية، وكلهم من أم واحدة.
وقد أتيحت لي فرصة الإقامة بأمريكا والعمل في وزارة الدفاع الأمريكية، وهي فرصة لم تتح للكثيرين.
موقع الفكر: هل تعرض بعض من قراباتكم للتسفير والتهجيرفي العام 1989؟
الدكتور مختار: لا، أسرتي لم يتعرض أحد منهم للتسفير، ولا من سرغلة، وفي الحقيقة في تلك الفترة لم أكن هنا، وأعرف أن أم زوجتي، "سفرت" وسفر الموريتاني عبدول با الذي كان حينها مديرا للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ثم عاد بعد ذلك لموريتانيا، وقد توفي رحمه الله قبل فترة، وأذكر أنه لم يكن يتقول في حق موريتانيا بل كان واقعيا في هذا الحدث حيث ينسبه، للدولة وليس للشعب.
والمسلم مسامح بطبيعته.
موقع الفكر: لماذا زوجتك واحدة؟!
الدكتور مختار: نعم، واحدة، جدي، تزوج 4 نسوة، وتزوج والدي عدة مرات من نساء من شريحة البيظان، لأن أمه من المكون الأبيض "بيظانية"، ولدي كذلك إخوة من أبي من أمهات من نفس المكون "بيظانيات"
موقع الفكر: ماهي أصول دولة الأئمة في فوتا؟
الدكتور مختار: هؤلاء تعود أصولهم إلى الفلان، ولكنهم درسوا هنا في أرض البيظان وأحدثوا ثورة علمية ودينية في بلدهم فقد أسسوا دولة اسلامية امتدت قرابة 60 عامًا.
موقع الفكر: ماذا عن ما يسمى بآلمودات؟
الدكتور مختار: أنا من سرغلة في الأصل لكني أتكلم الفلانية، وما تزال ظاهرة آلمودات منتشرة في اأوساط سرغلة، وهي موجودة في ولايات النهر، حيث يدفع الولد للمعلم وذلك بدوره يعلمه القرآن و شؤون الحياة، وأنا ضد ما يظهر منهم اليوم، فهذه الطريقة الصعبة، وأنا للعلم تعلمت بنفس الطريقة، وأعتبر سلوك الشيخ سلبيا، فلا هو يعلمهم، وإنما بلأساس يستخدمهم في الجمع لصالحه، وما يظهر اليوم أشبه بالبزنس أكثر من الدراسة وهو من تجليات تهرب الآباء من مسؤولية الأبناء، وهناك ممارسات قبيحة تتم في إطار نظام آلمودات.يجب القضاء عليها، فلا بد للدولة أن تتخذ قرارا بشأنهم حتى لايتحولو إلى عصابات ومنحرفين.
موقع الفكر: ماذا عن تشبث مجتمع سرغلة بالتمايز الطبقي؟!
الدكتور مختار: سرغلة هم أكثر تقليدية من غيرهم، "ديكرة"، هي مكان اجتماع لكبار القوم لأخذ القرارات ولكنه لم يعد منتشرا اليوم وكذلك العبودية عند سرغلة، الولوف هم الأكثر انفتاحا، تورود هم زوايا الفلان ولا يستطيع من هو أدنى منهم طبقيا مصاهرتهم.
فلعبودية منتشرة في الزنوج كما في البيظان إلا أن ما يميزها في البيظان هو اللون بينما لافرق في اللون كما تعلم في الزنوج، لكنها حسب علمي توجد بشكل أقوى في قومية السرغلة، ولازال البعض في كيد ماغة يصر على عدم دفن العبيد مع أسيادهم في مقبرة واحدة، ويصر كذلك أنه لا يمكن للرقيق ان يتزوج بالسيدة منهم.
لكنهم وبشكل عام وعلى غرار القوميات الأخرى مجتمع محافظ جدا.
موقع الفكر: هل من كلمة اخيرة ؟
الدكتور مختار: أنا مسرور أني عدت لبلدي، وأتذوق الأدب والشعر بشكل خاص واقرأ للمفكرين المستشرقين وغيرهم وكذلك كتب التراث الإسلامي، وكثيرا ما يقال لي في الغرب وخاصة فرنسا الحمدلله أنت سفير الإسلام لأني دائما أدافع عنه وأخوض نقاشات مع بعض المتربصين به والحمدلله كثيرا ما أبكي لسماع القرآن لوقعه في قلبه، و بطبيعتي الخاصة فإني أميل للقراءة الأدبية أكثر من العلمية.