رأى راء في منامه سيبويه بعد موته في نظرة ونعيم، فسأله: بم نلت هذه المنزلة الرفيعة يا أبا بشر؟ فقال بقولي إن "الله" أعرف المعارف!
صدق سيبويه – رحمه الله- في قوله؛ فكل معرف ينفك عنه التعريف إلا اسم الله تعالى (الله) فلا يقبل التنكير! ومهما نقصنا منه حرفا تغير معناه، لكنه يستمر في الدلالة على الألوهية والتفرد؛ فبإسقاط الألف يكون اللفظ "لله" وبإسقاط الألف ولام يكون "له" وبإسقاط الألف واللامين، يبقى ضمير الواحد المفرد!
حين يكون الحديث عن الله تعالى يعيد النحاة النظر في مصطلحاتهم الفنية لمواءمتها مع الأدب اللازم؛ فيخلع اللغوي نعليه تعظيما وإجلالا ويزن ما يقوله بميزان العبودية والضراعة لله رب العالمين.