في حديثه ضمن مقابلة شاملة مع موقع الفكر ستنشر لاحقا، وفي معرض حديثه عن المحسن الكبير مولاي الحسن بن المختار الحسن، يقول الباحث والدكتور يحي البراء: "أتيت هنا إلى موريتانيا وكنت أعد مقالا لمجلة أميريكية حول دور رجال الأعمال الموريتانيين في الحراك السياسي، حيث كتبته بالفرنسية وتُرجم الى الإنجليزية، وبطبيعة الحال اقتضى هذا المقال مني مقابلة مجموعة من رجال الأعمال وقابلتهم على أساس المسار الذي سلكه رجل الأعمال، لذلك أخذت أربعة نماذج كل واحد منهما يمثل مسارًا معينًا ومن بينهم المرحوم الشريف مولاي الحسن ولد المختار الحسن وهنا أتوقف لأترحم عليه ولأبين مدى اهتمامه بالعلم لأنني تحدثت معه كثيرا في الموضوع وكان له حسٌّ ووعيٌ كبير جدًا بأهمية العلم، لاشك أنه يستحق التنويه والإشادة، وعندما قابلته قال لي إنه قرأ لي كتاب يسمى: الفقه والسلطة، وأنه أُعجبَ به وتكلمنا في الموضوع ثم سألني ماذا تعمل الآن فقلت له إنني أعمل على مشروع طموح لجمع مدونة للفتاوي في هذه المنطقة، فقال لي أرجو منك إذا أمكن ان تعد لي ورقة حول هذا الموضوع، وبالفعل أعددت له تقريرًا من ثماني صفحات حول الموضوع، واتصل بي بعد ذلك شخص يدعوني للقاء المرحوم، وبالفعل جئته في منزله وبدا لي أنه من اهل الثقافة والعلم ويتحدث عدة لغات، وقد تحدثنا في الموضوع وحدثني أنه يهتم بنشره وعندما قال لي إنه يهتم بنشره قلت له إني جد مسرور بذلك وإنني أيضا مستعد لجميع طرق النشر يعني إما أن ينشره ويعطيني نسبةً من النسخ او نحو ذلك فقال لي إنه يريد نشره لوجه الله تعالى ولنفع المسلمين، ولايريد منه جزاء ولا شكورا، ثم قال لي ولكن أريد منك ان تقبل أن نقوم بنشره محليًا أولًا لأنك كما قلت لي مازلت تعمل على المجلدين الأولين الخاصين بدراسة وتراجم الأعلام و لم تنتهِ منهما بعد، فيبدو لي أنه من الاحسن أن تكون الطبعة الأولى هنا لكي تكون أنت على مباشرة واتصال بالمطبعة، ثم قال لي بعد ذلك يمكن ان نفكر في طبعة مجلدة دولية.
قبلت اقتراحه وكان أول ما صدر منه هو المجلد الثالث الذي هو بداية الفتاوى لأن المجلد الأول كان حول المالكية والاشعرية والتصوف في موريتانيا والمنطقة والمجلد الثاني كان حول تراجم المفتين الواردة في المدونة ويبلغ عددهم حوالي 900 مفتي، وابتداء من المجلد الثالث وحتى الثاني عشر هذا كله عبارة عن الفتاوى وللعلم فالمجلد الثالث خاص بفتاوى العقيدة، وقد اخترت أن يكون على نمط ومعيار رسالة ابن أبي زيد: العقيدة ،الفقه..
إذا، كان المجلد الأول للعقيدة والثاني للطهارة والصلاة والثالث كان للزكاة والصوم والحج والرابع كان للجهاد والأيمان والموالي كان للأنكحة والموالي كان للبيوع وهكذا الثاني عشر كان للدماء والوصايا والترائك وفيه أيضا فتاوى التصوف.
وأتيت بأول ماخرج من المدونة إلى المرحوم الشريف مولاي الحسن وبعد أربعة ايام اتصل بي وقال هذا كتاب مفيد وممتع لأنه "سياحة في عقول الرجال على مدى خمسة قرون".