ننشرهذه المقابلة لنتيح للقارئ أن يحكم بنفسه على التطور الحاصل في مسيرة جمعية إيثار الخيرية، خلال السنتين الفارطتين.
وقال محمد يسلم ولد عبد الله، صاحب فكرة الجمعية لموقع الفكر ساعتها، في البداية، " عند قدومي لمستشفى الأمراض السرطانية فوجئت بالأوضاع الصعبة التي يعيشها نزلاء المستشفى وضيق الغرف وعدم تكييفها وتقدم المرض في بعض المرضى، وهذا بطبيعة الحال مؤثر جدا؛ وبالتالي وقفت على ظروف صعبة للغاية ثم اتجهت للجناح الأعلى المخصص للأطفال فازددت ألما حين رأيت معاناتهم".
فكيف تبدأ الأفكار صغيرة وتنموا وتزدهر بلإرادة الصلبة، مجسدة بذلك مجموعة من البدايات السعيدة والنهايات الموفقة.
وهذا نص المقابلة:
موقع الفكر: ماطبيعة مبادرة إيثار وما الأسباب التي جعلتكم تطرحونها في هذا الوقت بالذات؟
محمد يسلم ولد عبد الله: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم؛ أولا أشكر موقع الفكر على إتاحة هذه الفرصة وموضوع المبادرة، فهي بكل بساطة جاءت بطريقة عفوية وهناك جمعيات خيرية عقدت اجتماعاً ودعت له بعض الأشخاص من الفاعلين السياسيين والدكاترة وكنت ممن دعوا للاجتماع وكان ذلك قبل شهر من الآن وقبل القدوم على هذا الاجتماع طلب مني أحد الناشطين في الجمعيات أن أقوم بزيارة المستشفى الوطني لأمراض السرطان وزرت المستشفى بيوم قبل الاجتماع وقد أخذت معي مبلغاً بسيطا، من المال قدره حوالي 155 ألف أوقية قديمة، وخلال الاجتماع أطلق نداء أو دعوة من أجل التكفل بمرضى السرطان.
ولكن عند قدومي المستشفى فوجئت بالأوضاع الصعبة التي يعيشها نزلاء المستشفى وضيق الغرف وعدم تكييفها وتقدم المرض في بعض المرضى، وهذا بطبيعة الحال مؤثر جدا؛ وبالتالي وقفت على ظروف صعبة للغاية ثم اتجهت للجناح الأعلى المخصص للأطفال فازددت ألما حين رأيت معاناتهم.
وخرجت من المستشفى بمبادرة تبرع بقيمة خمسة ملايين أوقية، وأوجه النداء إلى الجميع من أجل تبني هذه المبادرة.
وما شجعني على هذا هو كرم الموريتانيين وكذلك أن بعض الدول تشيد فيها المستشفيات الكبرى بتعاون الجميع من رجال الأعمال وغيرهم مثل مصر و كذلك المغرب التي تقع بجوارنا فيها بعض المستشفيات شيد بتبرع رجال الأعمال، كذلك بعض المستشفيات في أوروبا تدفع المنظمات الخيرية مصاريف العلاج عن المريض.
وبالتالي فهذا هو ما حملني على أن أقوم بهذه المبادرة وألا نكل كل شيء على الدولة ومن هذا المنبر أطلب من الدولة أن تتكفل بمرضى السرطان وأصحاب الأمراض المزمنة عامة وكما سمعنا من قبل أن الدولة ستتكفل بتأمين 600 شخص فأعتقد أن الشخص الذي يعاني المرض أحق من غيره.
ونريد من الدولة أن تتكفل تكفلا تاما بأصحاب الأمراض المزمنة المعوزين، رغم أن الدولة حتى لو تكفلت تكفلا فسيظل هنالك نقص حسب الأطباء لأن هناك أجهزة طبية يحتاجها مريض السرطان غير موجودة في موريتانيا وبالتالي فهذا الموضوع يحتاج إلى تعاون الجميع وتكاتفهم وهذا هو سبب إنشائي هذه المبادرة وسميتها ب"إيثار" اقتداء بالآية الكريمة "ويؤثرون على أنفسهم" ونرجو من الله أن يتبناها الجميع ويساهم فيها ويتنافس في هذا الخير.
موقع الفكر:هل الظروف مواتية لهذه المبادرة وللتفاعل معها في ظل انشغال الرأي العام بالاجراءات الوقائية من كورونا؟
محمد يسلم ولد عبد الله: أعتقد أن هذه المبادرة ومثيلاتها من المبادرات تفرض نفسها سواء كانت طبيعة الظروف الراهنة؛ فهذه المبادرة لها مكانتها في قلوب الموريتانيين لأنها تعنى بمعاناة العديد من المرضى وخاصة مرضى السرطان وسبق وأن تحدثنا فيها مع العلماء لأنهم هم الموجهون للناس وكل من لقيناه في موضوع هذه المبادرة تبناها ودعمها كما قمنا كذلك بزيارة بعض السياسيين وأبدوا اهتماهم بالموضوع واعتبرها مبادرة أجمع عليها الجميع لأنها ليست سياسية ولا لغرض آخر سوى التكفل بمرضى السرطان ودعمهم كما أشير إلى أننا الآن بحاجة إلى ما يجمعنا أكثر من أي وقت مضى في مثل هذه المبادرات.
موقع الفكر:ما الجديد في هذه المبادرة؟ وما الذي يميزها عن غيرها من المبادرات المشابهة على مستوى المستهدفين والوسائل والآليات والأهداف؟
محمد يسلم ولد عبد الله: المبادرات كثيرة والجمعيات الخيرية كثيرة والخيرون كثيرون؛ لكننا نرجو من الله تعالى التوفيق لأصحاب المبادرات جميعاً وأهل الخير واعتقد أن مبادرتنا ستتميز عن غيرها من المبادرات إن شاء الله لأنها لاقت إجماعا منقطع النظير وأنا بدوري شخصيا وجماعتي لن نألو أي جهد في سبيل تقدهما وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك حتى تنجح وتتقدم وذلك مانطمح إليه سواء على المستوى الوطني أو الخارجي ومن خلالها يمكننا طلب الدعم من أوروبا والخارج بشكل عام وبالتالي لانطمح للدعم الداخلي فقط بل الخارجي أيضا وأملنا في الله كبير في نجاح هذه المبادرة.
موقع الفكر: ما تقويمكم لتعاطي السلطات الرسمية مع مبادرتكم؟
محمد يسلم ولد عبد الله: حتى الآن لم نتلق أي رد من السلطات الرسمية لا إيجاباً ولا سلباً؛ ولكن نتوقع إن شاء الله تعالى ولحسن ظننا بها وبالرئيس الجديد وأن يتبنى هذه المبادرة كما فعل من قبل مع أزمة كورونا وقد طالبناه مرات بتبنيها ونجدد المطالبة من خلالكم لفخامة الرئيس بتبنيها لأننا في الحقيقة وضعنا الكرة في مرماه وأن يتبرع من أجل تشجيع الناس على التبرع لها كما أطلب من رجال الأعمال كذلك دعم المبادرة وتبنيها.
والله يوفقنا جميعا.