اعتبر نقيب الفنانين التشكيليين خالد مولاي إدريس، أن المجاملة تقتل الإبداع، وفي لقائه مع موقع الفكر اعتبر خالد أن أهم إنجاز بشري، يمكن أن يرفع سقف الوعي لدى الفرد خصوصا على مستوى العالم الثالث و العالم العربي هو مايسمى الانترنت أو صفحات التواصل الاجتماعي، طبعًا و لكل مبتكر جانبها السلبي والإيجابي، وأعتقد أنه إذا تم تسليط الضوء على الجانب الإيجابي، فوسائل التواصل الاجتماعي عموما يمكن استخدامها بالتوعية والتثقيف وتغيير العقليات، أي أنني أنظر إليها من الناحية الإيجابية أكثر من الناحية السلبية، طبعا لكل شيء استخداماته، وأعتقدأن التواصل الاجتماعي من حسنات القرن 21.
وهذا نص المقابلة:
موقع الفكر: مود منكم تعريف القارئ بخالد مولاي إدريس الإنسان و خالد إدريس المدون؟
خالد مولاي إدريس: خالد مولاي إدريس هو مواطن موريتاني غير متحزب متخصص في علم النفس التربوي، رسام كاريكاتير ورئيس نقابة الفنانين التشكيليين الموريتانيين، ومدير مكتب التنمية والإعلام، وخالد الرسام هو خالد مولاي ادريس الذي حاول إيجاد لغة مختلفة عن لغة القوم لأن قومي قوم شعر وأدب وبالتالي حاولت ان أوجد نمطًا تعبيريًا مختلفا يتحدث عن قضايا هذا المجتمع بطريقة الصورة، لأني أعتقد أن هذه المقاربة أو هذه الطريقة سوف تؤتي أكلها بين الأنماط التعبيرية الموجودة داخل مجتمعنا الموريتاني.
موقع الفكر: متى كانت البداية مع فن الرسم؟
خالد مولاي إدريس: كانت البداية بشكل مبكر وأنا طفل، وكانت الوهبة بادية علي حسب المدرسين والمعلمين في الابتدائية وحاولت أن أعبر عن هذه الموهبة من خلال رسوماتي على الجدران وعلىن النوافذ و على كل أنواع الأسطح، طبعًا إلى جانب ذلك، ساعدني كثيرا كوني كنت طفلًا خجولًا في صغري وبالتالي كان الرسم هو طريقة التواصل والتعاطي مع الآخر والتعبير عما يجول في خاطري كطفل موريتاني، حيث لامعاهد ولا مدارس فنية ولا حصص للرسم في الابتدائية ولا الإعدادية ولا أي مرحلة تعليمية أخرى.
موقع الفكر: بمن يتأثر خالد من الشخصيات العالمية والمحلية؟
خالد مولاي إدريس: أتأثر بقدوتي وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمرجعية قيمية و كمرجعية أخلاقية، لكن لديّ أيضا تأثر ببعض الشخصيات العالمية المدافعة عن حقوق الإنسان وشخصيات عالمية في إطار الفنون والفنون البصرية خصوصًا.
موقع الفكر: كيف تؤثر الرسائل الفنية في المجتمع الموريتاني وما مدى ذلك التأثير؟
خالد مولاي إدريس: أعتقد ان هذا السؤال يجب ان يوجه الى المتلقي لأنني أعتقد أنه في السنوات الأخيرة وبحكم التجاوب الذي أحظى به من خلال التواصل الاجتماعي، اعتقد أن هذه الرسائل بدأت تؤتي أكلها وبدأت تحز نوعا ما في مفصل المجتمع الذي في الحقيقة أصبح يريد أنماطا تعددية مختلفة ليعالج بها ومن خلالها قضاياه الاجتماعية والسياسية، لأنني أستطيع ان أقول إن ذلك الصوت المبحوح القادم من بعيد وهو صوت الرسام والفنان والأصوات التي كانت مكبوتة أو محصورة في نمط تعبيري معين، وهو من خلال المسيقى، نستطيع أن نقول ان الصورة بدأت تلج المنظومة الثقافية والتثقيفية في نظامنا المجتمعي.
موقع الفكر: ما المواضيع التي تفضلون التدوين عنها ؟ وهل تتذكرون اول تدوينة لكم؟
خالد مولاي إدريس: لا أتذكر بالضبط أول تدوينة، لكنني أتذكر ان أيامي الأولى في التدوين كانت أساسًا حول القضايا الاجتماعية وكانت أساسًا من خلال النصوص، أنا في بداياتي كنت شغوفا بالكتابة والشعر، وقضايا الأمة وأهتم بالنوازل اليومية وهموم المواطن، كارتفاع الأسعار والفساد..
موقع الفكر: ما الخطوط الحمراء التي ترونها فوق النقاش ؟
خالد مولاي إدريس: أعتقد أنه بما أننا في مجتمع تقليدي" ديني" فهناك خطوط حمراء مرتبطة بالمقدسات الدينية مثل القرآن والسنة والرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة وغير ذلك من المقدسات، زمادون ذلك فهو مباح.
موقع الفكر:في مسيرتكم التدوينية هل تؤمنون بالمجاملة؟ هل تجاملون في بعض ما تكتبون وتناقشون؟
خالد مولاي إدريس: اعتقد ان مايسمى بفن الكاريكاتير و التدوين في هذه الظرفية و حتى مايسمى بالإبداع بصورة عامة تقتله المجاملة، أي أن ايةَ مجاملة تقتل الإبداع وتقتل المنطق في الطرح والسرد وبالتالي لا اعتقد أنني- في ممارساتي وفي معالجاتي لمواضيع الكاريكاتير بمختلف مجالاتها- أجامل، بل اضع الأمور كما أراها من خلال رسمة او تدوينة وهذا يمكن ان يحكم عليه أصدقاء متابعو الصفحة.
موقع الفكر: ما رأيكم في التواصل الاجتماعي ؟ أداة للتوعية والإنجاز ام تضييع للوقت في أمور نظرية افتراضية؟
خالد مولاي إدريس: أنا اعتقد أن أهم إنجاز بشري، الذي يمكن أن يرفع سقف الوعي لدى الفرد خصوصا على مستوى العالم الثالث والعربي هو مايسمى الانترنت أو صفحات التواصل الاجتماعي، طبعًا و لكل مبتكر جانبها السلبي والإيجابي، وأعتقد أنه إذا تم تسليط الضوء على الجانب الإيجابي، فوسائل التواصل الاجتماعي عموما يمكن استخدامها بالتوعية والتثقيف وتغيير العقليات، أي أنني أنظر إليها من الناحية الإيجابية أكثر من الناحية السلبية، طبعا لكل شيء استخداماته، وأعتقدأن التواصل الاجتماعي من حسنات القرن 21.
موقع الفكر:المدون ينبغي ان يكون أقرب إلى: المواطن، الحكومة، المعارضة؟!
خالد مولاي إدريس: أعتقد أن المدون ينبغي أن يكون أقرب إلى نفسه وقناعته أولا، وبعذ ذلك يقوم بترجمة هذه القناعات التي تهم المواطنين وقضاياهم لأنها في الأخير قضايا وطنية ويقف إلى جانب الحق، ولا يعني ذلك لأن يكون عدوا للحكومة.
موقع الفكر:التصنيف الإعلامي المدون،اين موقعه بين الصحفي والكاتب؟
خالد مولاي إدريس: أعتقد أن المدون موقع برزخي بين الكاتب والصحفي لأن الصحفي كما تعلم لديه مؤسسة إعلامية رسمية أو مرجعية في خط التحرير، أما بالنسبة للكاتب فلديه بعده الأدبي والثقافي أو التخصص في ناحية السرد او الكتابة التي يكتب عنها، أما المدون فهو الشخص الشامل مابين الكاتب وما بين ، الصحفي ويسمى اليوم بصحافة المواطن الحر أو الصحفي الجوّال الذي لا حدود له والذي لديه إمكانية ان يقتنص من الأخبار ما يعجز عنه الصحافي الذي قد يكون مرهونًا بمكتب او مرهون بسقف معين.
موقع الفكر:كيف نستخدم التواصل الاجتماعي فيما يفيد الوطن والأمة؟
خالد مولاي إدريس: اعتقدان هذا يرتبط بالفرد الذي يمارس هذا النوع من العمل في صفحات التواصل الاجتماعي فإن حاول أن يقوم بعمل إيجابي يمكنه أن يقوم به كالأعمال الخيرية والتثقيفية، أما اذاكان محتواه سيئا فسيظهر ذلك من خلال صفحته وأعتقد أنه يوجد من القوانين الرادعة في موريتانيا وكل دول العالم مايحفظ للأشخاص سقف حريتهم من ان تخدش من طرف آخرين.
موقع الفكر: مامدى ثقتكم في الفيسبوك بوك كمصدر للأخبار؟
خالد مولاي إدريس: اعتقد ان هذا السؤال ربما يكون إجابة على السؤال الذي قبله وهو أني أعتقد أن الفيس بوك اليوم يعتبر امصدرا لأخبار صحيحة، كما يمكن ان يكون مصدر اخبار زائفة، اليوم يمكن أن نعرف من خلال الشخص الذي ينشر الخبر صحته من عدمها.
موقع الفكر: ماتقويمكم لمصداقية صفحتكم (من 1 الى10)؟
خالد مولاي إدريس: في الحقيقة لا أستطيع تقييم نفسي بنفسي لان هذه الصفحة تمثلني وتمثل خطي التحريري وقناعتي وطرحي.
موقع الفكر:الى م تردون ندرة الرسامين في البلد ؟
خالد مولاي إدريس: اعتقد ان ندرة الرسامين في البلد لديها سياقها التاريخي والاجتماعي فمن المعلوم ضرورة ان موريتانيا بمنظومتها التقليدية لم تستوعب إمكانية القيام باعمال فنية كالنحت والزخرفة لأنهم ينظرون إليها ببعدها الديني نظرا لتفسيرات بعض النصوص الشرعية وبالتالي كان هناك تحفظ كبير.
موقع الفكر:كلمة لموقع الفكر؟
خالد مولاي إدريس: موقع الفكر اتمنى ان يكون جسرا للتعريف بالتجارب الفنية والأدبية الذي تزخر به موريتانيا ببعدها العربي والإفريقي وأتمنى ان يقوم بدور ريادي في التعريف والتدليل على الثقافة الموريتانية التي تحتاج الى مثل هذه المنصات وتحتاج الى مثل هذه المواقع لسبر أغوار امتيازاتها بين العالمين الإفريقي والعربي.
موقع الفكر: هل من كلمة أخيرة ؟
خالد مولاي إدريس: أود ان اشكر موقع الفكر على إتاحة هذه الفرصة وأود أن أقول لهم إن موريتانيا في مرحلة تحاول أن تحسن أداءها التواصلي مع الآخر، لذلك أنتم اليوم كموقع الفكر العربي تتواصلون مع رسام كاريكاتير وأكيد أن لكم تواصلًا مع أدباء ومفكرين وكتابًا آخرين، أي ان موريتانيا تتعدد عناصر التواصل لدى أفرادها ولدى مواطنيها، من اجل التواصل مع الآخر وبالتالي أشكر موقع الفكر على هذه الفرصة وأتمنى لهم التوفيق في قابل الأيام.