رفعت السلطات السودانية من حدة خطابها تجاه المسؤول الموريتاني محمد الحسن ولد لبات الناطق الرسمي باسم مفوض السلم والأمن الإفريقي ورأى تقرير بثه التلفزيون الرسمي أن تصرفات ولد لبات تمثل قمة الصفاقة والوقاحة والسفة
وقال التقرير إن ولد لبات يتطاول على دولة السودان وشعبها، وقالت إن الرجل وصف بيان للخارجية السودانية بعبارة منحطة وهي العبارة الأولى التي تدخل فيها هذه العبارة إلى القاموس الدبلوماسي للاتحاد الإفريقي في وصف بيان صادر عن دولة مؤسسة في منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963، والاتحاد الإفريقي سنة 2002 في حجم السودان.
وقال التلفزيون السوداني إن ولد لبات ومفوض الأمن والسلم الإفريقي قد ارتكبا خطيئة باعترافهما ضمنيا بقوات التدخل السريع المتمردة في السودان، والتي ارتكبت مجازر خطيرة بحق السكان والمدنيين وفق بيان التلفزيون الرسمي
ونسب التلفزيون الرسمي إلى الضابط الأمريكي في وكالة المخابرات الأمريكية كاميرون هيتسون أن ولد لبات قد التقى سرا عبد الرحيم دقلو شقيق قائد التمرد في السودان، وهو الشخص الذي فرضت عليه الولايات المتحدة قبل أيام عقوبات اقتصادية بدعوى تورطه في عمليات إبادة وانتهاكات جنسية ضد المواطنين السودانيين، والإبادة الجماعية في ولاية غرب دارفور.
وأضاف التلفزيون الرسمي أن الموظف غير المنتخب ارتكب سابقة شاذة وبغيظة في تطاوله على دولة مهمة في السودان، مضيفا أنه لن تكون المنظمة قادرة على أداء مهامها في القارة بدون السودان الذي يربط بين أطراف القارة وتنوعها الثقافي والمجتمعي، فضلا عن إمكانياتها الاقتصادية وقدرتها على إطعام إفريقيا ومن وراءها
وختم التلفزيون السوداني الرسمي بالقول إن ولد لبات تحول من مجرد أستاذ جامعي، ودبلوماسي سابق، وموظف معين إلى ناشط سياسي عاجز عن تقدير مكانة الدول والشعوب.
ولد لبات والسودان.. من الاحتفال بالوساطة إلى مواجهة غضب الحكومة
ظهر اسم الدكتور محمد الحسن ولد لبات أسابيع قليلة بعد الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير، حيث تولى ولد لبات مهمة الوساطة بين الفرقاء السياسيين والجيش، واستطاع إدارة اتفاق أنهى الصراع بين الأطراف، ومهد لإقامة هيئات لتدبير المرحلة الانتقالية
واحتفى ولد لبات بالنصر الذي حققه، حيث ألف كتاب بعنوان ..السودان على طريق المصالحة، تحدث فيه عن المفاوضات والدور الذي لعبه في الوصول إلى المصالحة المذكورة.
وولد لبات هو مسؤول موريتاني ينتمي إلى مقاطعة واد الناقة، وهو من مواليد سنة 1953، وهو من أبرز القيادات التاريخية لليسار الموريتاني، وسبق أن درس في تونس وفرنسا قبل أن يعود إلى موريتانيا ليتولى عمادة كلية القانون ثم رئاسة الجامعة قبل أن يختار وزيرا للخارجية ثم سفيرا في دول إفريقية عديدة.
والتحق ولد لبات بالمنظمة الدولية للفرنكفونية حيث عمل مستشارا للرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف، ولاحقا تولى مناصب هامة في الاتحاد الإفريقي.
ويتعرض ولد لبات منذ أسابيع لحملة إعلامية شرسة من الإعلام السوداني الداعم للسلطات الرسمية، التي تتهمه بالانحياز إلى اليسار السوداني و مجموعة الليبراليين الجدد و تأثير الدولة الخليجية في إنتاج الوثيقة الدستورية و الضغط علي العسكريين لتمكين قوي إعلان الحرية والتغيير علي السلطة ، و تمهد الطريق للمشروع الغربي المسنود خارجيا وخاصة تلك الدولة الخليجية المتطفلة علي الشأن السوداني وتم إختراق الدولة السودانية و افتراسها في وضح النهار" وذلك وفق مقالات متعددة.