وفاة الشيخ صلاح أبو إسماعيل في مطار أبو ظبي
في شهر مايو سنة 1990م فجعنا بنبأ وفاة أخينا وصديقنا الكريم، الداعية الكبير، والبرلماني المصري الشهير، الشيخ صلاح أبو إسماعيل، الذي سعدنا به منذ زمن قريب في قطر، وودَّعناه ذاهبًا إلى «أبو ظبي» لتسجيل حلقات مطلوبة منه في تفسير القرآن الكريم على ما أذكر.
وقد أطال الشيخ المقام في أبو ظبي... كلما عزم على الرحيل، ألّحُوا عليه ليتأخر لمزيد من التسجيل، والشيخ يُراعي خاطرهم، ويستجيب لهم، مع أنه كان مراهقًا، وفي حاجة إلى الاستجمام والراحة، ولا سيما في مثل سنه وحالته الصحية. وقديمًا قالوا: من الحب ما قتل! ومن الحب ما يمرض ويؤذي! أو كما قال أبو الطيب: ومن الصداقة ما يضر ويؤلم!
وأخيرًا سمح للشيخ أن يسافر ويعود إلى وطنه، وكان عادة يسافر وحده بلا رفيق، وفعلًا حزم أمتعته، وذهب إلى مطار أبو ظبي مرهقًا شديد الإرهاق. وفي مطار أبو ظبي، وهو ينتظر إقلاع الطائرة، مسترخيًا في صورة نائم، وافاه الأجل ونفدت آخر قطرة في سراج العمر، وفوجئ الناس بالشيخ، وقد فاضت روحه إلى بارئها راضية مرضية إن شاء الله {وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا} [المنافقون: 11]