لا أعرف لماذا تمت إقالة الدكتور حماه الله الشيخ من إدارة مركز الاستطباب الوطني مع أنه من الواضح أن لها علاقة بزيارة صباحية مبكرة قام بها رئيس الجمهورية للمستشفى يوم الثلاثاء الماضى
وارانى ملزما أخلاقيا وتادية للأمانة أن أقول كلمة هي شهادة فى حق الدكتور حماه الله اتحمل مسؤوليتها
الدكتور حماه الله طبيب خلوق وإداري مجتهد رأيت منه مواقف نبيلة
* عندما عين مديرا لمستشفى زايد وجد أمامه عمالا متذمرين يطالبون المستشفى بسنة و 3أشهر من علاوات التحفيز والساعات الإضافية ورواتب عمال الدعم والعقدويين
عين قبيل انفجار أزمة عمالية كادت تعصف بالمستشفى
بعد تعيينه اجتمع بالعمال وكان واضحا وصريحا
تطالبون المستشفى بحقوق ثابتة وموثقة ويجب أن تحصلوا عليها فليست منة ولامكرمة
لست معنيا بمتأخراتكم ومستحقاتكم فهي تعنى إدارات سابقة ومع ذلك أتعهد لكم بصرفها متى مانهض المستشفى من كبوته المالية الحالية
وبالنسبة لى أول شيئ التزم به أمامكم هو أن تحصلوا مطلع كل شهر على مستحقاتكم على المستشفى من علاوات ورواتب وامتيازات وحين يعجز المستشفى عن تنفيذ هذا الالتزام ساجتمع بكم هنا لأقول لكم المستشفى عجز عن تأمين مستحقاتكم فانظروا ما انتم فاعلون
طوال فترته نفذ وعده والتزامه فحصل العمال على مستحقاتهم وذهب عن المستشفى والعمال راضون عنه يحصلون بانتظام على مستحقاتهم ولاديون لهم على الإدارة
* عين على إدارة المستشفى الوطني
وجد اضطرابا فى العلاوات والرواتب ووجد عمالا لديهم ديون على الإدارة ويشكون اقتطاعات تطال مستحقاتهم التى قد يقضون عدة اشهر وهم ينتظرونها
صحح الوضعية تماما فاصبحت العلاوات والرواتب شهرية منتظمة ودون اقتطاع أو انقطاع
* حماه الله يقوم كل صباح بجولة فى المستشفى رفقة معاونيه تشمل مختلف الأقسام والأجنحة والمصالح ليقف بنفسه ميدانيا على سير العمل ويصدر أوامر فورية بتصحيح أي اختلال ملاحظ فى الغياب أو إمدادات الكهرباء والماء والاوكسجين أو وضعية التحهيزات الطبية والأدوية
* يتعاطف مع الفقراء
شخصيا جئته ثلاث مرات فى ملفات مرضى معدمين قادمين من الداخل لا أعرفهم فقط يطلبون منى مساعدتهم لا تربطنى بهم قبيلة ولاجهة ولاعرق سوى أنهم موريتانيون اعماقيون فقراء
وقد تكفل بوضعياتهم ومنهم أصحاب عمليات جراحية إحداها تكلف حوالى 250000 أوقية قديمة مع الأدوية
وفى كل مرة عندما نلتقى يقول لى بكل اريحية
( أياك ماعندك مشكلة
وينهوم فقراءك ذوك
نحن فى الخدمة)
* حماه الله رجل عملي لايظلم عماله وفى كل مرة عندما ينتبه لعامل لديه مظلمة يصحح وضعيته
كلمته مرة فى ممرضين اثنين يعتقدان أنهما ظلما بتنحيتهما عن منصب مراقب قسم
ونقلا لمنصبين أقل شأنا
اهتم بالموضوع وحولهما لقسمين مناسبين لأقدميتهما وكفاءتهما
هذه شهادة اعتز بتقديمها عن الدكتور حماه الله وقد خرج من الإدارة وليس من الشهامة كتمان شهادة فى حق مدير لمجرد أنه أزيح من منصبه
أعرف أنه ذاهب إلى منصب أفضل فى الوزارة وأعرف أن العمال يحبونه لوقوفه إلى جانبهم وأعرف أن له اعداء يملكون مايقولونه عنه من السلبيات فى النهاية هو ليس معصوما وطبيعة البشر أنهم يظاهرون بين الصواب والخطإ
( وما شهدنا إلا بماعلمنا وماكنا للغيب حافظين)