كان الشيخ صلاح داعية مرموقًا، له شخصيته المتميزة، وله أسلوبه الخاص، وله جمهوره المحبّ له، وكانت له عقلية علمية منفتحة على التراث وعلى العصر، ولسان فصيح، وحديث عَذب، ونفسية مشغولة بهموم الناس، شغلها بنصرة الدين، وقلب شجاع لا يخاف في الله لومة لائم، ووجه هادئ باسم، تحس أن وراءه نفسًا زكية، وسريرة طاهرة، إلى روح فكهة، تتذوق النكتة المصرية، وتساهم فيها.
قارئ مفسّر داعية:
كان حافظًا متقنًا للقرآن الكريم، يُحسن تلاوته وترتيله بصوت جميل، كثيرًا ما كان يدعي في مآتم منطقته ليقرأ القرآن، ولكنه لم يكن يتقاضى عليه أجرًا، ثم تميَّز عن القراء الآخرين بأنه يقرأ الربع ثم يفسِّره للناس، وكان له فيه تذوُّق، وحُسن فهم. فهو قارئ وداعية.
نجاحه الباهر في الانتخابات:
وهذا هو الذي عرّف الناس به، وعرَّفه بهم، فلما رشّح نفسه لمجلس الشعب كان أهل منطقته جنودًا له، يفدونه بأنفسهم وما ملكت أيديهم، حتى إنهم كانوا يستميتون في حراسة صناديق الانتخاب، ويستقتلون في الدفاع عنها، حتى لا تُسرق وتبدَّل بصناديق أخرى. وهذا هو ما جعل الشيخ ينجح في مرات كثيرة رغم أنف الحكومة، ورغم التزوير المكشوف في أكثر الدوائر.
حيلة لطيفة لحفظ الصناديق من التبديل:
وقد هداه ذكاؤه إلى حيلة لطيفة لحفظ الصناديق من التبديل، وهو أن يعطي كل مسئول عن صندوق «قرش صاغ» يضعه في الصندوق، ويقول: هو مندوب عني، ثم بعد ذلك لا يقبل صندوقًا إلا إذا وجد فيه القرش! وإلا كان معناه أنه غيّر.