لم يكن مسار التحضير لميثاق الجمهورية الموقع ليلة الجمعة في نواكشوط موفقا، فقد حرص أصحابه على عدم إشراك قوى أساسية في هذا المسار، ومعلوم أن ذلك سيكون سببا كافيا لمقاطعة من لم يشرك في التحضير دون النظر لمضمون الوثيقة، وتعبير عدد من قادة الأحزاب الغائبة أوالمغيبة بأن الميثاق لايعنيهم يؤكد ذلك.
الوثيقة - خارجا عن هذا - لاتخلو من عمق، ومضمونها لايعدم أهمية خصوصا أنها تناولت معظم ما ينبغي تناوله، سواء في المتن أوفي الملحق.
السؤال الرئيسي عن التنفيذ والتنزيل خصوصا فيما يتعلق بنقطتين :
الأولى: كيفية إقناع الأطراف الأخرى - وهي أطراف لايتصور تشاور جدي دونها - بالميثاق الجمهوري، وبالتعاطي معه دون التوقف عند اختلالات تحضيره، وهنا يتساءل البعض: وهل يريد أصحاب المبادرة أن يلتحق بهم الآخرون، أم أنهم فعلوا ما فعلوا لكي يقول المتحفظون ما قالوا.
الثانية: تحويل مضامين الوثيقة في شأن الوحدة الوطنية والورشة الانتخابية إلى واقع مشهود، وهو ما يشكك فيه البعض معتمدا على الصياغات العامة والمفتوحة الواردة في الوثيقة، وعلى جو وسياق الموقعين المتأثرين بمخرجات الانتخابات النيابية والجهوية والبلدية الماضية.
الحقيقة التي لامراء فيها هي أن الطريقة التي نظمت بها الانتخابات الماضية أثرت على كثيرين وأضعفت منسوب الأمل عندهم في تطور ديمقراطي متعين، مما يقتضي العودة إلى فكرة الحوار الذي لايغيب أحدا ولايغيب فيه موضوع يهم أحدا.