بدون مقدمات حول القانون من حيث هو كنص قانوني، ندخل مباشرة إلى توضيح "مُيسّر" حوله والنتائج المحتملة له، إذا ما حدث ورأيناه ضمن مسطرتنا القانونية.
في ظل هذا القانون يتم الاستغناء عن شهامة الرجل ونبله ومروءته والاستعاضة عن كل ذلك بحماية القانون، وبغض النظر عن كوننا لسنا بلدا مثاليا لتطبيق القانون، أي قانون، وحتى ولو كنا أفضل نموذج ومثال لذلك فلن نكسب شيئا من "النص القانوني" فلا يمكن أبدا أن يزن الطبيعي أو يُعادله ما هو اصطناعي، وتوضيح ذلك هو أن المجتمع الذي تُتوارث فيه قيم حماية المرأة وصونها ونجدتها والانتصار لها سيفقد كل ذلك حينما يُقرُّ قانونا لبتر العلاقة الطبيعية والاجتماعية بين الرجال والنساء.
إذا ما تم إقرار هكذا قانون فإن عقلية المجتمع وفكره سيتغير مع مرور الوقت، المرأة التي كانت "تنعم" في ظل الرعاية الاجتماعية والدينية بحماية وإعانة الأخ، والأب، وابن العم، والجار، والزميل، وحتى عابر السبيل الذي سيهِبُّ نخوة ومروءة لمساعدة امرأة غريبة تحتاجه.. كل هؤلاء ستفتقدهم هذه المرأة، وستفتقد الكثير من أثرهم الإيجابي في حياتها إذا ما أبعدتهم عنها باسم القانون، القانون الذي ستطارده في النصوص والكلمات والوعود، وأروقة المحاكم ومراكز الشرطة ثم لا تجده.. لماذا على المرأة أن تتخلى عن حماية وعناية الرجل الذي تشاركه يومياتها مقابل حماية نص قانوني مرمي على رف في مكتب رجل لا تعرف اسمه ولا مكانه ولعلها تنفق الكثير لمقابلته؟!
قانون النوع في تفاصيله تجريد للرجل من سلطته التي لا نعتبرها، اجتماعيا، ودينيا، ذات معنى سلبي، بل هي إيجابية باعتباره يمثل القوامة والقوة التي بها يُقام عمود هذه الحياة، وعليه فتجريد الرجل من سلطته تجاه المرأة يعني تنحيته عن رعايتها وصونها وحمايتها من ضعفها ومما قد يجلب لها ظلم الآخرين، وعندما يتم منع الرجل من لعب دوره الطبيعي فإنه سيخلع ثوب الشهامة والنبل والمروءة والمسؤولية، طالما أن ذلك الثوب لا يجلب له إلا المشاكل، وساعتها ستجد المرأة نفسها في عالم لا حق فيه يُنال إلا بالمحاكم ومحاضر الشرطة... وللمرأة عندنا أن تأخذ العبرة من المرأة الغربية المعاصرة التي لم ترى رجلا نبيلا في حياتها، ولا تعرف الرجل الذي يرعى ويُعين ويُضحّي إلا من خلال الروايات والأفلام...
إن قوانين تمكين المرأة الآتية من "بلاد المرأة المُنهكة" لن تعود بخير على المرأة في بلادنا ولا أي بلد إسلامي، فإخراج المرأة من حيائها وطبيعتها وأنوثتها باتجاه عالم الصراع والافتراس بحجة تحقيق الذات والاستقلال والحرية لن يورثنا إلا امرأة مُنهكة، امرأة لا هي امرأة ولا هي رجل، وسيورثنا رجلا، هو أيضا فقد الكثير من رجولته وطبيعته الحمائية حينما نزع منه ما يحثه على القيام بمسؤولياتها والاستزادة منها، أي قوامته وولايته.
إن قانون النوع عدو للمرأة أكثر من كونه تكريما وتشريفا وإنجازا لها، إنه يهددها بفقدان علاقتها الطبيعية بأكبر سند وعضد حقيقي لها في هذه الحياة: الرجل.