أكد مدير المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي، محمد الحسن ولد جعفر، أن الظروف المناخية الحالية مواتية لنمو وتكاثر آفة الجراد الصحراوي نتيجة للتساقطات المطرية الكبيرة التي شهدتها أجزاء من البلاد خلال موسم الخريف الحالي.
وأشار إلى أن المساحات الخضراء ستتقلص مع ندرة الرطوبة في التربة مع انتهاء الامطار خاصة على مستوى الولايات الجنوبية والشرقية، منبها إلى أن هذه الظروف البيئية تبقى مواتية لتكاثر ونمو الجراد الصحراوي خاصة في المناطق الشمالية ووسط البلاد خلال الاشهر القادمة.
وذكر بأن موريتانيا عرفت خلال فصل الصيف وبالتحديد في 18 يونيو 2023، دخول أسراب صغيرة من الجراد مكونة من أفراد غير بالغة من الحدود الشمالية للبلاد، وهو ما تزامن مع فترة إنتاج النخيل في المناطق الواحاتية.
وأضاف أن الفرق التي أرسلها المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي حينئذ تمكنت من السيطرة مبكرا على هذه الأسراب، مما حد من أضرار هذه الآفة على الزراعة الواحاتية.
وأشار إلى أن هذا التدخل تم خلاله معالجة 321 هكتارا موزعة بين ولايتي آدرار وإنشيري، مبرزا أنه مع بداية التساقطات المطرية وتحسبا لأي طارئ، تم تعزيز طواقم فرق الاستكشاف الموجودة في الميدان منذ شهر يونيو الماضي، بتسع فرق أخرى، بالتعاون مع هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، حيث جابت هذه الفرق خلال شهرين ولايات الحوض الشرقي والحوض الغربي ولعصابة وتكانت ولبراكنة واترارزة وآدرار وإنشيري.
وبين أن نتائج هذا المسح الشامل الذي استهدف كل مناطق تكاثر الجراد الصحراوي تم تدارس نتائجه في اجتماع نظم في 12 سبتمبر الماضي في نواكشوط، بمشاركة بعض الشركاء الفنيين، مشيرا إلى أن الاجتماع سجل ارتياحا كبيرا لنتائج تلك العمليات نتيجة للهدوء العام الذي أظهرته نتائج المسح، للجراد الصحراوي على كافة التراب الوطني.
وقال إن الاجتماع خلص إلى ضرورة مواصلة عمليات الاستكشاف في المناطق التي يتوفر فيها الغطاء النباتي الجيد ومراقبة أفراد الجراد الانعزالية التي تم رصدها من طرف فرق الاستكشاف.
وأبرز مدير المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي أنه من المتوقع خلال شهر أكتوبر الجاري تناقص المساحات الملائمة لنمو وتكاثر الجراد الصحراوي وهو ما سيؤدي إلى هجرة وتجمع أفراده الانعزالية في مناطق وسط وشمال البلاد وبالتحديد في آوكار وآدرار وداخلت نواذيبو وتيرس زمور، حيث الظروف البيئية الملائمة.
وقال إن هذا التجمع المرتقب قد يؤدي إلى حالات تكاثر محدودة في مناطق التكاثر الشتوي مما يستدعي إبقاء فرق الاستكشاف والمكافحة في هذه المناطق خلال الفترة الشتوية القادمة، منبها إلى أن المركز الوطني لمكافحة الجراد الصحراوي ونظرا لتجربته الرائدة والمتراكمة في مجال المكافحة على المستويين الوطني والإقليمي، فهو على أتم الجاهزية للتصدي لكل اجتياح محتمل.
للتذكير فإن المناطق الزراعية والرعوية في موريتانيا عرفت خلال موسم الخريف الحالي تساقط كميات هامة من الامطار نتج عنها ظهور مراعي متفاوتة الخصوبة تبعا لتفاوت حجم التساقطات المطرية زمانيا ومكانيا.