يوم من أيام الله، تلك هي الجملة الأكثر ترددا على ألسنة المسلمين اليوم في أنحاء المعمورة، فقد زلزلت الأرض تحت أقدام الصهاينة زلزالها، وانهد من جدران الرعب التي أقاموها ما هد في قلوبهم كل أمل وثقة في جيشهم ذي التاريخ المقيت من الإرهاب والإجرام وحرق الأرض والإنسان.
اليوم نغزوهم ولا يغزونا، واليوم يسقط قطار التطبيع في وحل الجدار المنسوف بلهب الكتائب التي زأرت في وجه القوة التي كانت تعتقد أنها لا تقهر، وبحمدها تسبح أنظمة عربية، وتسعى لفرض الخوف منها والطمع في نفوس العالمين.
إنه منعطف في مسيرة التاريخ وانحناءة في مناكب الأيام، فتحية وإكبارا لفلسطين وشعبها وكتائبها القسامية.
من انفراجة الغيب هذه، تشهد الأمة بدرا جديدة، ويشهد اليوم سبتا جديدا من أيامهم السوداء.
حتى رأينا فئاما من اليهود مذعورين كأنهم أبناء العالم الثالث في إحدى هجراتهم أمام الموت القادم من الغرب.
وفي هذا الفجر اللاهب الوضاء رسائل متعددة:
- إلى العالم كله بأن كتائب القسام وكل فصائل المقاومة قادرة على محو إسرائيل من خارطة العالم، وأن كل يوم تطلع شمسه يزيد المقاومة قوة ويقرب نهاية الكيان الصهيوني
- إلى المسلمين جميعا بأن فلسطين هي ركن الإسلام القوي وحصن الأمة، وأن المقاومة لا تحمي فلسطين فقط بل تحمي كل الشعوب والعواصم العربية
- رسالة إلى القوى المهرولة للتطبيع أو تلك الجاثية على الركب تغالب الضغوط الصهيونية للتطبيع، أن انظروا إلى ما تخافون وترهبون، ها قد نسفت المقاومة هيبته ورهبتها في فجر واحد، والقادم أعظم
- وأخرى إلى الشعوب المسلمة، وخصوصا الشعب الموريتاني الأصيل بأن بادر بدعم أخوتك في فلسطين، فتلك طهارة المال وجهاد الكسب، وذلك حق معلوم لأمة الجبارين وأبناء أحمد ياسين وأحفاد القسام.
تحية للشعب الموريتاني وتهنئة فالأكيد أنه في فرح مسرورا ومستبشرا بهذا الفتح من رئيسه وساسته وموالاته ومعارضته، فرحين بما أنعم الله به على الأمة وبما أتاهم الله من فضله ويستبشرون.