طوفان الأقصى يجرف اسرائيل الى الخارج وينهي الاحتلال!!- لمرابط الخديم

 لم تعد اسرائيل تلك الدولة الاسطورية الخارقة التي لم تقهر بعد الاختراق الذي حصل للمبدأ الاستراتيجي الاسرائيلي...!!

    صباح يوم السبت، السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يكن صباحا عاديّا، عملية نوعية نفذّتها المقاومة  الفلسطينية. في ساعات معدودة، أذلُّوا جنود جيش الاحتلال الذي "لا يُقهر"، وأوسعوهم قتلا وسحلا وأسرا، واستولوا على أسلحتهم وسياراتهم المدرعة ودباباتهم.... !!

    هنا يتبادر الى الذهن المقولة القائلة بزوال اسرائيل!!  وهل حانت العودة اليهوديّة” المُعاكسة إلى أوروبا وأمريكا!!

بعد طوفان الأقصى الفاصل انتشرت فيديوهات بالصوت والصورة لمئات العائلات الاسرائلية وهي تغادر المدن الاسرئيلية الى الخارج!!!

    وهذا ليس وليد الصدفة بل ان النخبة الاسرائلية من كتاب ومفكرين ورجال دين وضباط تنبؤوا بهذا اليوم.!!

   يقول جدعون ليفي: لن يستطيع أحد وقف عملية التدمير الذاتي الداخلي الإسرائيلي، فمرض إسرائيل السرطاني قد بلغ مراحله الأخيرة ولا سبيل لعلاجه، إنّنا نُواجه أصعب شعب في التّاريخ،  ولا سبيل للعِلاج بالقبب الحديديّة، ولا بالأسوار، ولا بالقنابل النوويّة”. 

     أما المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس فيقول: "أن إسرائيل مكان ستغرب شمسه وسيشهد انحلالا أو غوصا في الوحل، وخلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض، إما مطارَدين أو مقتولين.".

      الجنرال المُتقاعد شاؤول أرئيلي المُستشرق المُختص في الصّراع العربي الإسرائيلي ا نشر مقالًا في صحيفة “هآرتس” قال فيه إن الحركة الصهيونيّة فشلت في تحقيق حُلم إقامة “دولة إسرائيليّة ديمقراطيّة، بأغلبيّة يهوديّة، وإن الوقت ليس في صالح إسرائيل، وإن هذه النظريّة سقطت”.

     المحلّل الإسرائيلي المُخضرم آري شافيط،  كان أكثر تشاؤمًا، وقال فيه “اجتزنا نقطة اللّاعودة، وإسرائيل تَلفُظ أنفاسها الأخيرة، ولا طعم للعيش فيها، والإسرائيليّون يُدركون مُنذ أن جاءوا إلى فلسطين أنهم ضحيّة كذبة اختَرعتها الحركة الصهيونيّة استخدمت خِلالها كُل المَكر في الشخصيّة اليهوديّة عندما ضخّمت المحرقة واستغلّتها لإقناع العالم أن فلسطين أرض بلا شعب، وأن الهيكل المزعوم تحت الأقصى” واختتم مقاله بالقول “حان وقت الرّحيل إلى سان فرانسيسكو أو برلين”.  شاهد الفيديوا.

     نقطة التحوّل الرئيسيّة التي أدّت إلى رسم هذه الصّورة التشاؤميّة من قبل هذه الشخصيّات الإسرائيليّة المؤثرة، هي وجود حركات مُقاومة حية ترجمتها داخل ارض العدو في السابع من أكتوبر وردت للعربي١ المهزوم كرامته وللأقصى تحريره؛ هؤلاء الرجال يقول فيهم شاعرموريتانيا الكبير وايقونتها أحمدو ولد عبد القادر:

فلسطين يا فريسة عصر ** لقوى الشر عيره غليان

 

حطمي اليأس بالنضال وثوري ** في مسار قوامه الشجعان

 

لا يرد الحقوق إلا دماء ** تتلا لا كأنها الأرجوان

 

فعصب الحياة مازال حيا ** يقذف الموج نبعه الريان

 

سلمى الشعب وامنحيه انطلاقا ** فبغير الشعوب لا يستعان

 

أيها ألاجئ المشرد ظلما ** أيها النور أيها الإنسان.

 

لا تدع حقدك الدفين رفيقي ++ حسرات يلوكها الوجدان

 

حول الحقد نقمة وجحيما ** يتلظى لهيبه الجذلان.

 

      لأهمية المقال اسرائيل" تلفظ انفاسها الاخيرة!! كونه للكاتب الصهيوني الشهير (آري شبيت) ونشر في صحيفة "هآرتس" العبرية واسعة الانتشار لذا يجب أن نتناوله بشيء من التفصيل؛

نص المقال:

     تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية  مقالاً للكاتب الصهيوني الشهير (آري شبيت) يقول فيه : يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال..

 

بدأ "آرى شبيت" مقاله بالقول :  يبدو أننا إجتزنا نقطة اللا عودة ، ويمكن أنه لم يعد بإمكان "اسرائيل"  إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة .

 

    وأضاف، إذاً كان الوضع كذلك، فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد، وليس هناك طعم للكتابة في "هآرتس" ، ولا طعم لقراءة "هآرتس". يجب فعل ما اقترحه (روغل ألفر)  قبل عامين، وهو مغادرة البلاد. إذا كانت "الإسرائيلية" واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن "إسرائيلي" ، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس .

 

    من هناك، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة، أو بلاد القومية المتطرفة الأميركية الجديدة، يجب النظر بهدوء ومشاهدة "دولة إسرائيل" وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنشاهد الدولة اليهودية الديمقراطية وهي تغرق. يمكن أن تكون المسألة لم توضع بعد.

 

    ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللا عودة بعد. ويمكن أنه ما زال بالإمكان إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد.

 

       وتابع الكاتب، أضع اصبعي  في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد ، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني، أن ترامب وكوشنير وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال.

 

     وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان. القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ "إسرائيل" من نفسها، هم "الإسرائيليون" أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض. وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت.

 

      ويؤكد الكاتب في صحيفة هآرتس : أن "الإسرائيليين" منذ أن جاؤوا إلى فلسطين ، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ.

 

       ومن خلال استغلال ما سمي المحرقة على يد هتلر «الهولوكوست» وتضخيمها، استطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي "أرض الميعاد"، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى بات وحشاً نووياً.

 

       واستنجد الكاتب بعلماء الآثار الغربيين واليهود، ومن أشهرهم «إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة تل أبيب، الذي أكدوا "أن الهيكل أيضاً كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود ، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماماً منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية ، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك ...

 

   وكان آخرهم عام 1968 م، عالمة الآثار البريطانية الدكتورة «كاتلين كابينوس»، حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير "الإسرائيلية"، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى ...

 

    حيث قررت عدم وجود أي آثار أبداً لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون

"مبنى إسطبلات سليمان" ، ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً ، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين ، وهذا رغم أن «كاثلين كينيون» جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين ، لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ "الشرق الأدنى".

 

       وشدد على القول أن لعنة الكذب هي التي تلاحق "الإسرائيليين"، ويوماً بعد يوم، تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي ، أو بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا.

 

      يدرك "الإسرائيليون" أن لا مستقبل لهم في فلسطين ، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا . ها هو كاتب آخر يعترف، ليس بوجود الشعب الفلسطيني، بل وبتفوقه على "الإسرائيليين"، هو (جدعون ليفي) الصهيوني اليساري، إذ يقول :

 

     يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر، فقد احتللنا أرضهم، وأطلقنا على شبابهم الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، وقلنا ستمر بضع سنوات، وسينسون وطنهم وأرضهم، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة الـ 87 .. أدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم في السجون .

 

     وبعد سنوات، وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000 ، أكلت الأخضر واليابس، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، رغم الحصار والدمار ، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة..

 

    وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلاً في الحرب الماضية ، حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمر الصناعي "الإسرائيلي"  (عاموس)؟ ويدخلون الرعب إلى كل بيت في "إسرائيل"، عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية "الاسرائيلية" . خلاصة القول، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال . للاشارة كان هذا المقال في حرب سهم القدس بين حماس واسرائيل 2021م أما عن طوفان الاقصى 2023م فربما يثبت سلامة تحليله!!

الهوامش:

رأي اليوم  ( بالتصرف).

صحيفة هآرتس العبرية (بالتصرف).

الجزيرة  ( بالتصرف).