لغة الدم أفصح مقالا وأندى صوتا، وأعلى راية من أي حديث آخر، ومن الأشلاء المتناثرة كلمات خلود مرصوصة، وآيات عز لا تزال تتلى وترتلها الأيام.
في مشاهد الحزن والألم وبوارق النصر التي يفتر عنها بين حين وآخر غيم الزمن الكالح، ميقات عز يقترب، وتباشير فجر يثب من بين أستار الغيب.
هذه غزة هاشم، وتلك بناتها، وأولئك أبناؤها الذين تسنموا أعلى مقامات العز، بما بذلوا من دم غال، وما فجروا من طوفان مجد، خرت الكيان الصهيوني من أعلى غروره إلى حضيض إجرامه وانتقامه الوحشي،
لقد عبرت المقاومة الفلسطينية عبر جسر الشهداء من ورثة الدم القاني الذين سطروا آيات الفخار على هام الزمان، عبرت إلى محطة عالية من مسيرة انتصاراتها، وليس ما تدفع من مئات الشهداء أطفالا وشيبا ونساء إلا الضريبة التي لا بد منها في الطريق إلى تحرير فلسطين كاملة والقدس الشريف بخصوص.
لقد أيقظت هذه المجازر الأمة من سباتها، وأعادت إليها وعيها الشارد، أو أعادتها إليه، وكسرت أغلال الصمت التي طالما تترست بها أنظمة وحكومات، إلا أن حجم الدمار الآن كان أعلى من أي صمت إلا من كان من يد من استرقتهم يد الصهيونية بحبل من عمالة.
إن هذه الـأزمة بارقة نصر في ليل الظلام، وسينكسر الطغيان وتعود قطعان اليهود الأوباش أدراجها تحمل أثقال الهزيمة، وغدا يشرق النصر وتنبت الأرض من دماء أبنائها مليون صلاح الدين، بل ومليون عز القسام.