
حددت الوساطة السعودية الأميركية بين الجيش السوداني وقوات الدعم الخميس المقبل 26 أكتوبر، موعداً لاستئناف المفاوضات.
وذكرت مصادر سودانية ل”الشرق”، أن الوساطة قسمت المفاوضات إلى 3 مستويات تبدأ بالملف الإنساني، كما تم فصل الملف السياسي عن العسكري والأمني.
وبعد شهور من تعليق الوسطاء المفاوضات، لا يبدو أن هناك منتصراً واضحاً، ولا نهاية تلوح في الأفق للحرب التي أدت إلى نزوح أكثر من 5.75 مليون شخص وسقوط الآلاف وتدمير مدن كبرى.
وسرعان ما هيمنت قوات الدعم السريع على العاصمة، واتهمها السكان بنهب المنازل واحتلالها. ويشن الجيش، الذي حافظ على سيطرته على قواعده، ضربات جوية كبيرة، ويطلق نيران مدفعية.
ويبدو الآن أن قوات الدعم السريع تحاول التحرك جنوباً نحو ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة ومركز سكاني. وانتقل إلى هناك مئات الآلاف من السكان، إلى جانب بعض الجهات الحكومية والإنسانية التي نزحت من الخرطوم.
وتصاعدت أعمال العنف والنزوح منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل. ومن بين المناطق الأكثر تضرراً ولاية غرب دارفور حيث أودت الهجمات ذات الدوافع العرقية بحياة المئات.
وفي الأسبوع الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على العيلفون، وهي مدينة مهمة على أحد الطرق المؤدية إلى مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وقال شهود إنها قامت بنهب وتهجير الآلاف من السكان، وفر العديد منهم سيراً على الأقدام.
ونفت قوات الدعم السريع كونها ضالعة في مهاجمة المدنيين، وقالت إن أي جندي من جنودها يثبت تورطه سيتم تقديمه إلى العدالة كما ينفي الجيش السوداني أيضا قتل مدنيين، ويصف الصراع بأنه شأن داخلي.
والأربعاء الماضي، قال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع تكثف القصف في جنوب دارفور وأم درمان.
كما أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأربعاء الماضي، قراراً يقضي بفتح تحقيق في الوضع الإنساني في السودان الذي يتناحر فيه الجيش مع قوات الدعم السريع منذ 6 أشهر.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إنها تسعى جاهدة للوصول إلى 18 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات في السودان لدرء كارثة إنسانية، وإن انعدام الأمن وتدخل الجانبين المتحاربين ونقص الدعم الدولي يعوق مسعاها.














