
"توفي أكثر من 1200 طفل دون سن الخامسة في ولاية النيل الأبيض وحدها بين منتصف مايو ومنتصف سبتمبر بسبب تفشي مرض الحصبة المصحوب بمستويات عالية من سوء التغذية" هذا ما جاء في أخر تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
واجبر اندلاع النزاع في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ما يقرب من 6 ملايين شخص على الفرار منذ منتصف أبريل- أي بمعدل مليون شخص شهريًا. كما اضطر ملايين السودانيين واللاجئين الذين يعيشون في البلاد إلى الفرار إلى أجزاء أخرى من السودان أو العبور إلى البلدان المجاورة. وأصبح الآن ما يقرب من 25 مليون شخص- أي نصف السكان- معرضين للخطر وفي حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.
وفي ذات الوقت كان تمويل الاستجابة متخلفاً كثيراً عن الاحتياجات- حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية المنقحة لعام 2023 بنسبة 33% فقط حتى 3 أكتوبر.
ويفتقر الكثيرون إلى إمكانية الحصول على الغذاء والماء والمأوى والكهرباء والتعليم والرعاية الصحية. وقد تدهورت الظروف في مواقع النزوح بشكل أكبر منذ بداية موسم الأمطار حيث تؤدي الفيضانات إلى زيادة الأمراض المنقولة بالمياه. وقد تم الإبلاغ عن تفشي الكوليرا والإسهال وحمى الضنك والملاريا في جميع أنحاء البلاد.
وفيات الأطفال
ومنذ بداية الأزمة، فر حوالي 188 ألف لاجئ إلى أجزاء أخرى من البلاد بحثًا عن الأمان. وقد انتقل البعض إلى مواقع النازحين داخلياً، بينما سعى آخرون إلى الحصول على الأمان في مخيمات اللاجئين القائمة التي كانت تعاني، حتى قبل النزاع، من الاكتظاظ ونقص الموارد.
وصل ولاية النيل الأبيض وحدها 244 ألف لاجئ وطالب لجوء إضافي فارين من الخرطوم ومناطق النزاع الأخرى، مما أدى إلى زيادة عدد اللاجئين قبل الأزمة البالغ 297 الف بنسبة 50 في المائة تقريبًا.
في الأشهر الستة الأولى من الأزمة، فر أكثر من 820 ألف سوداني من بلادهم. وقد عبر العدد الأكبر منهم إلى تشاد، المتاخمة لمنطقة دارفور السودانية. بعد رحلات مروعة، يصل اللاجئون إلى شرق تشاد وهم يعانون من الصدمة والجوع كما ان الأوضاع في المدن الحدودية مزرية ومكتظة.
واستقبلت مصر ثاني أكبر عدد من السودانيين الفارين من القتال. وبلغ عدد السودانيين اللاجئين وطالبي اللجوء في جنوب السودان 30 الف إلى جانب 266 الف من الجنوبيين العائدون لبلادهم من السودان. ولا يزال عشرات الآلاف في منطقة الرنك الحدودية في انتظار نقلهم إلى المخيمات أو مناطقهم الأصلية أو الوجهات التي يختارونها.
وفر 15 الف من السودانيين إلى أفريقيا الوسطى معظمهم من منطقة جنوب دارفور.
وقد أدت الاشتباكات المستمرة في مناطق الخرطوم وكردفان ودارفور إلى إعاقة قدرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من الوكالات على تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها.
وفي المناطق التي يسمح فيها الوضع الأمني بذلك عززت المفوضية عملياتها لمواصلة توفير الحماية والمساعدة للاجئين. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت المفوضية مكاتب جديدة في بورتسودان وود مدني ووادي حلفا.
وفي البلدان المجاورة، تقوم المفوضية بتنسيق الاستجابة لتدفق اللاجئين والعائدين بالتعاون مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والشركاء.
ومع ذلك، ومع فرار الملايين إلى البلدان المجاورة أو أجزاء أخرى من السودان وهم في حاجة ماسة إلى المساعدة، فإن تراجع الاهتمام الدولي والنقص المزمن في التمويل يعيق قدرة المفوضية وغيرها من المنظمات على إنقاذ الأرواح.













