ندوة عن المستقبل الإسلامي وقضاياه:
وفي أثناء لقائي بالحامدي، حدثني عن نيته لإقامة ندوة فكرية إسلامية عالمية مهمة، تتحدث عن المستقبل الإسلامي وقضاياه. فرحّبت بالفكرة، وقلت له: هذا أمر في غاية الأهمية اليوم، لأن غالب الإسلاميين يعيشون في الماضي، وربما التفت بعضهم إلى الحاضر، ولكنهم في الجملة غائبون عن المستقبل. مع أن لدينا في القرآن والسنة مؤشرات تقودنا إلى الانتباه للمستقبل، كما نجد في القرآن المكي حديثًا عن المستقبل، كقوله تعالى: {وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ} [الروم: 3]، {سَيُهۡزَمُ ٱلۡجَمۡعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ} [القمر: 45]، {سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ} [فصلت: 53] ... إلخ.
قال: لقد سرّني تجاوبك مع الفكرة، وتشجيعك لها.
قلت: أنا أومن بأنه لا خلاص لأمتنا ما لم نخرج من التقوقع على الماضي، ونتعلم التفكير المستقبلي، القائم على العلم والدراسة والإحصاء لا على الأخيلة والأوهام، المهم أن تتكون عندنا عقلية استشراف المستقبل.
قال: لهذا تنعقد هذه الدورة، وستكون في البلد الذي تحبه ويحبك: الجزائر، وسندعو إليه كثيرًا من إخوانك وأصدقائك من المفكرين الذين تعرفهم: طارق البشري وعمارة وهويدي والعوا وعادل حسين، والترابي والغنوشي والدجاني ومنير شفيق، وغيرهم، وعلى رأس الجميع: الشيخ الغزالي.
وأنا أطلب منك أن تكتب في موضوع أنت مشغول به، ورأيته مبثوثًا في محاضراتك، وفي كتبك الأخيرة، وهو الذي سميته «فقه الأولويات» فأريدك أن تتحدث عن «أولويات الحركة الإسلامية في العقود الثلاثة القادمة».
قلت: على بركة الله، وسأجتهد في كتابة هذا البحث، وبالله التوفيق.