الموقف الأمريكي في نهاية المطاف سترسمه المصالح الأمريكية، / سيدي محمد بن محم

الموقف الأمريكي في نهاية المطاف سترسمه المصالح الأمريكية، ففي السياسة عموما والسياسة الدولية تحديدا لا يوجد شيء بالمجان، والقوة والمصالح هي التي تحدد مركز كل طرف، وموقفَ كل طرف من أي طرف، لذلك فالعلاقات بهذا المفهوم ليست أبدية، والالتزامات ليست مقدسة، ولعبة المحاور تتحرك مثلما رمال المجابات، والتحالفات قد تذوب على حرارة التعارض في المصالح والحركة في موازين القوة كما تذوب رقائق الجليد.

لذلك فإننا مقبلون على تحولات كبرى في منطقة الشرق الأوسط، وبالتأكيد فإن ما قبل هذه الحرب سيكون مختلفا عما بعدها، والتحالفات والمواقف ما قبل مايو 2021 ستكون مغايرة لما بعده، بغض النظر عن درجة التغيير أو زاوية الإنعطاف.

وعلى وقع وابل الصواريخ، والعوّاء في الملاجئ، وتراجع قدرة العدو على المواجهة البرية، وقدرة المقاومة على فرض التوازن المؤلم، ستكتب صفحات جديدة من تاريخ الصراع، قد تدفع بالكثيرين إلى مراجعة مواقفهم أو بعضها، وقد تكون بداية النهاية للعلو الإسرائيلي الثاني.

ذلك أن المواقف على الأرض تكتبها القوة والمصالح.