الغربيون براجماتيون... لا مبادئ عندهم دائمة و لا قيم تعلو فوق قوانين السوق ولغة المصالح. ويجيدون - في الغالب - علم الحساب والأرقام وسياسات الربح والخسارة. فلننظر مثلا إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإنها لم تتردد عام 1972 في الذهاب إلى الصين الشعبية لإقامة علاقات دبلوماسية مع هذا البلد العملاق عندما فرض نفسه على الساحة. ولم تتردد في عهدنا هذا دون الذهاب إلى "طالبان" عندما احتاجت إلى الحوار معهم. وفي الآونة الأخيرة، رأينا كيف أوقفت أو تراجعت عن الشيطنة الإعلامية المفرطة ضد ملالي إيران، والتي عانوا منها قبل 10 سنوات. ومع منظمة التحرير الفلسطينية، كان المسار هو نفس المسار تقريبًا..في البداية كانت الشيطنة والرفض باعتبارها "حركة قومية عربية"، ثم الانفتاح عليها شيئا فشيئا كأمر محتوم. إنها الواقعية و البراغماتية!
ألا يمكن أن ينتهي بهم الأمر يومًا ما بفعل نفس الشيء مع حماس و الجهاد؟ على كل حال، فإن الفلسطينيين الآن يعطون للعالم دروساً في الواقعية والجوهرية ترسم ملامح ما سيكون عليه الشرق الأوسط غداً.. لمن أراد أن يفكر و يستبق الأحداث.
