تردُّدي على مستشفى حمد:
وغدوت أتردد على قسم العظام مستشفى حمد بالدوحة، الدكتور نبيل خليفة ورفاقه، وأعطوني بعض المسكنات من الأدوية، ووصفوا لي بعض التمرينات وبعض العلاج الطبيعي الذي يجب أن أجريه في المستشفى، لأنه يستلزم استخدام أدوات كهربائي وغيرها.
والحقيقة أني لم أستفد من هذه الأجهزة، ومن هذا العلاج الطبيعي شيئًا يذكر. ولم أزل أشعر بالألم يصاحبني ويقلقني. وأحيانًا أذهب إلى أطباء غير أطباء العظام، كأطباء الباطنى، الذين يعالجون أمراض الروماتيزم، أشكو من شدة الألم، فيعطونيي إبرة «كورتزون». وهو دواء مسكن. ولكنه لا يعالج الداء من أساسه، ويستأصله من جذوره. وأثر الكورتزون لا يدوم أبد الدهر، ولكن له مدة، ثم يزول ويعود الجسم إلى طبيعته، وتعود الشكوى من جديد.
نصيحة صديقي يوسف توبة:
وما زلت أصبر وأصابر، رجاء أن تأتي إجازة الصيف، فأبحث عن طبيب يعالجني بعملية المنظار أو نحو ذلك. وكان في نفسي أن أذهب إلى الطبيب الذي فحصني في واشنطن، ولكن أحد أصدقائي وأحبائي نصحني بطبيب آخر. أجري له عملية ناجحة، أمسى بعدها يمشي كما يمشي الأصحاء، ولا يشكو من أي شيء، وقال: إنه كان يشكو مما أشكو منه، وأن هذا الطبيب في مدينة «بوسطن» بأمريكا، وهو هندي الأصل، ومشهور بهذا العمل عن طريق المنظار، وأنك لن تستغرق سوى دقائق ثم تخرج في عافية أو قريبًا من العافية، وبعد يوم أو يومين تمارس المشي بطريقة عادية.
كان هذا الصديق هو الأخ الكريم الأستاذ يوسف توبة، رجل الأعمال المعروف، وقد تعارفنا من قديم في السجن الحربي في محنة الإخوان (1954م). وهو رجل صادق ومجرّب في نفسه، فلم يكن هناك بد من أن آخذ بنصيحته.