تظاهر عشرات الأكاديميين وعاملون بالجامعات التركية، في مدينة اسطنبول، الجمعة، رفضا للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 اكتوبر/تشرين الأول الماضي، داعيين لـ"وقف الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين.
ونظم التظاهرة أمام جامعة إسطنبول في ميدان بيازيد، اتحاد الكتاب والأكاديميين في العالم الإسلامي وجمعية جيهان الأمة ونقابة اتحاد المعلمين.
وشارك في المظاهرة بين 200 و250 أكاديميا وعاملا في الجامعات التركية، بحسب مراسل الأناضول.
وارتدى المشاركون زيهم الأكاديمي ورفعوا لافتات كتب عليها "إسرائيل قاتلة" و"ازدواجية معايير الغرب"، وأطلقوا هتافات "الحرية لفلسطين والحرية لغزة".
وشهدت الفعالية إلقاء بيان من قبل ياشار قهرمان، عضو الهيئة التدريسية بجامعة صكاريا التركية، قال فيه: "إسرائيل تمارس القمع منذ أكثر من 75 عاما، ونحن من منطلق الكرامة الأكاديمية والمسؤولية الفكرية اجتمعنا اليوم كعلماء وموظفين بالجامعات".
وأضاف: "تحولت فلسطين وخاصة غزة إلى سجن مفتوح ومعسكر اعتقال على مدى عقود، بسبب العنف الذي تمارسه إسرائيل والدول المتعاونة معها منذ 40 يوما، وتحولت إلى واد للموت، ومقبرة جماعية ضخمة".
وأوضح أن "مصطلحات التطهير العرقي وحتى الإبادة الجماعية غير كافية لوصف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، وهي نتاج الإمبريالية والمشكلة الأساسية بالشرق الأوسط، التي صنعها الغرب وهي أكبر عقبة أمام السلام العالمي".
وشدد البيان على أن "من ركائز الدولة المزعومة (إسرائيل) الاستبداد وقطع الطرق وارتكاب المجازر لطرد الفلسطينيين من أراضيهم، ومن بقي في فلسطين جرى حجزه في سجون مفتوحة ومعسكرات اعتقال، وأجبر على العيش بظروف تدوس كرامة الإنسان".
وتابع: "حان الوقت لوضع حد لهذه اللاإنسانية، لكن القوى التي تسيطر على النظام العالمي لا تنبس بكلمة واحدة عن الاحتلال، بل وتعلن من يستخدم حقه بالدفاع عن النفس ضد المجازر بأنهم إرهابيون".
وبخصوص عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، قال الأكاديميون في بيانهم إن إسرائيل والدول الداعمة لها بالأراضي المحتلة "تحاول استغلال العملية كغطاء لماضي إسرائيل القذر وكذريعة لإضفاء الشرعية على الوحشية والإبادة الجماعية".
وأردف: "النخب المدنية والعسكرية في دولة إسرائيل الإرهابية، صاحبة أوهام مثل نبوءة إشعياء، ومع القوة التي يتلقونها من الولايات المتحدة وغيرها، يدافعون علناً عن المجازر، ولا يشعرون حتى بالحاجة إلى إخفاء الإبادة الجماعية".
ولفت البيان إلى أن "الأمم المتحدة أنشئت لحفظ السلم والأمن الدوليين، لكنها لا تنفذ أيا من القرارات المتخذة ضد إسرائيل، والدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة تعفي إسرائيل دائمًا من الالتزام بالقانون الدولي".
وتابع: "إسرائيل كعضو في الأمم المتحدة تواصل تجاهل 24 قرارًا مختلفًا لمجلس الأمن، وهي ملزمة بتنفيذ قراراته، وسبب الوحشية اليوم هو أن إسرائيل بفضل درع الحماية هذا أصبحت أكثر إفسادا".
وتطرق الأكاديميون للقمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض الأسبوع الماضي، بالقول: "في الاجتماع الأخير تم استخدام لغة ترفض ادعاء إسرائيل بالدفاع عن النفس، وتم تعريف المستوطنين المغتصبين بالمحتلين، والدعوة إلى التحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية".
وأوضح أن القمة قررت "إنشاء وحدة خاصة لتوثيق جرائم الحرب، وتكليف 7 دول بينها تركيا ببدء عملية سياسية جادة وحقيقية، ومن المهم اتخاذ القرارات التي تنطوي على خطوات ملموسة، ومع ذلك ما زلنا نريد اتخاذ خطوات ملموسة أكثر ضد إسرائيل".
وأكد البيان "نود أن نذكر جميع الدول الإسلامية مرة أخرى باتخاذ الخطوات الملموسة، لأن كل يوم يمر دون اتخاذ خطوات ملموسة لوقف إسرائيل يعني مقتل المئات من الأبرياء الجدد".
وتابع: "إننا كأكاديميين وموظفين في الجامعات نصرخ من الساحات من أجل الحرية لفلسطين، ونحن هنا نحيي جميع أصحاب الضمائر الحية في العالم الذين يقولون أوقفوا الإبادة الجماعية".
وأشار البيان "ندعو إلى الوقف الفوري للإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة إسرائيل الإرهابية، ومن غير المجدي أن نتوقع من الدولة الإرهابية الإسرائيلية أن تلتزم بالقانون".
وزاد أيضا "يجب إيقاف إسرائيل، إسرائيل ليست دولة بل هي منظمة إرهابية، من يصادر ممتلكات الفلسطينيين ليسوا مستوطنين بل مغتصبين ولصوص، هناك دولة فلسطين وعاصمتها القدس، والتي اعترفت بها 139 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، واحتلت إسرائيل أراضي هذه الدولة".
وأوضح: "ينبغي للفلسطينيين الذين أُجبروا على العيش في ظروف لا تتفق مع الكرامة الإنسانية أن يعودوا إلى وطنهم وممتلكاتهم، ويجب تحقيق حل الدولة الواحدة المسمى فلسطين، وليس حل الدولتين".
ومنذ 42 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 11 ألفا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق آخر إحصائية رسمية فلسطينية صدرت الأربعاء.













