خطب الجمعة في مسجد الأبيار:
ومما لا أنساه من ألوان النشاط في تلك السنة: خطب الجمعة، فقد ألقيت عددًا من الخطب في عدد من المساجد، نسيت أسماءها، بعضها في قسنطينة، وبعضها في العاصمة. أذكر منها مسجد «الأبيار» وقد تجمًّع فيه عشرات الآلاف. حتى حدثني سفير قطر في الجزائر السيد «أحمد العسيري»: أن ابنه ذهب في الساعة الحادية عشرة، أي قبل الصلاة بساعتين، ليجلس بجوار المنبر، ليكون أول من يصافح الشيخ يوسف بعد الصلاة، فهو يرى نفسه أحق بالشيخ من غيره. قال السفير: ولكنه حين ذهب وجد المسجد ممتلئًا على بكرة أبيه، وليس فيه موطئ لقدم، بحيث لم يجد سبيلًا للدخول فيه. وصلى في الساحة مع الألوف الأخرى من المصلين، الذين ضاقت بهم الميادين والشوارع.
مسجد الشيخ جراح:
ومنها: مسجد الشيخ جراح، وأظن أنه من ثلاثة طوابق، امتلأت طوابق المسجد، وامتلأت ساحاته والميادين التي حوله، والطرق المؤدية إليه، وتعطّلت المواصلات، وقدَّر بعض الإخوة الحضور بأكثر نم مائرة وخمسين ألفًا ... وتكرر هذا أكثر من مرة، وذكر بعض شهود العيان: أن الأعداد لا تقل عن مائتي ألف.
صحوة هائلة:
لقد كانت الصحوة في الجزائر صحوة هائلة، لم أجد لها نظيرًا، حتى إنها فاقت الصحوة في مصر التي انطلقت منها الشرارة الأولى لهذه اليقظة.