أعتقد أنهم فهموا عني، وتقبلوا مني. ولا يسعني غير هذا.
وكان التنافس بين الفريقين قد وصل إلى مرحلة الصراع، مع أن الأهداف واحدة، ولكن الأساليب تختلف، والشخصيات أيضًا تختلف، وكل ميسر لما خلق له.
محاولات للتقريب والإصلاح بين جبهة الإنقاذ وجماعة حماس الجزائرية:
حاولت جاهدًا أن أقرب بين الفريقين، ولا أقول: أوحد بينهما، فالتوحيد غير ممكن في تلك الظروف، وأنا لا أرى مانعًا من تعدّد الجماعات الإسلامية، كما ذكرت ذلك في عدد من كتبي، ولا أوافق على فكرة: ضرورة توحيد الحركات الإسلامية، لنصبح حركة واحدة. لا مانع من التعدد والاختلاف إذا كان تعدد تخصّص، واختلاف تنوع، لا اختلاف تضاد أو تناقض، أو صراع.
إن توحيد الجماعات والحركات يقتضي أن يتفقوا في الأهداف، وفي ترتيبها، وأن يتفقوا في الوسائل والآليات والمناهج لتحقيقها. وأن يتفقوا على الأشخاص الذين يقودونهم. وهذا أمر يصعب تحقيقه.
لذا يكفينا التفاهم والتعاون والتنسيق بين بعض الحركات وبعض، وأن يقفوا في القضايا المصيرية صفًا واحدًا، مهما يكن بينهم من خلاف في الجزئيات، كما أشار إلى ذلك القرآن بقوله: {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ} [الصف: 4]، أي: عند المعركة ومواجهة العدو، يجب أن يتلاحم الجميع في جبهة واحدة، وصف متراص.
*مع تحيات*