.لهذا كانت محاولاتي مع إخواننا الإسلاميين في الجزائر تقوم على التقريب لا على التوحيد، على الأقل: أن يكفّ كل فريق لسانه عن الآخر، وأن يدع له المجال ليعمل على طريقته، فالميدان فسيح، ويتسع للجميع.
دعوة الأخوين: عباس ومحفوظ:
وقد سعيت مرة على دعوة الأخوين الكريمين: الشيخ عباس والشيخ محفوظ، إلى فندق الأوراسي الذي أقيم فيه، رغبة في الإصلاح والتقريب، فاستجابا للدعوة، وحضرا عندي، وبحضور الأخ الكبير: الداعية والشاعر والدبلوماسي المعروف الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله .
وبدأت اللقاء بكلمة إيمانية، لترطيب القلوب بالمعاني الربانية، وتذكير الجميع بالدار الآخرة، وأن مقصدنا جميعًا هو رضا الله تعالى، لا مال ولا جاه ولا منصب، وأن أساس العلاقة بين الجميع يجب أن يكون هو الأخوة والحب في الله الذي يصحب أهله يوم القيامة: {ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۢ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].