
قد لا يكون الاحتفال برأس العام الجديد ضرورياً في موريتانيا بسبب الثقافة الاجتماعية السائدة، ومع ما تفرضه الظروف المعيشية القاهرة، لكنه يبقى حدثاً مهماً، بل واستثنائياً بالنسبة إلى غالبية الموريتانيين، ففيه يحتفل أكثر من 90 في المئة من سكان البلاد بعيد ميلاد واحد في حالة استثنائية ينفرد بها الشعب الموريتاني.
وتسبب خطأ في إدارة قطاع الحالة المدنية في تسجيل غالبية الموريتانيين بأنهم من مواليد آخر يوم في السنة، وبسبب الإهمال والفساد الإداري وعدم اهتمام المواطنين بالأمر وصعوبة المساطير (الإجراءات) الإدارية والقانونية لم يتم تصحيح هذا الخطأ، أصبحت جميع الوثائق الثبوتية للموريتانيين تتضمن تاريخ ميلاد واحداً.
ولم ينجُ من هذه القاعدة إلا القلة القليلة ممن ولدوا في بلدان أخرى وحصلوا على وثائق بتاريخ ميلادهم الحقيقي، ويطاول هذا الخطأ الإداري جميع مواليد الـ60 وإلى عام 2002، بعد إصلاح قانون الحالة المدنية الذي بدأ يسجل المواليد الجدد بتاريخ ميلادهم الحقيقي.
وتكشف نظرة بسيطة لبطاقات التعريف الوطنية لغالبية الموريتانيين عن أنهم ولدوا في التاريخ نفسه (31/12) حتى كبار المسؤولين من وزراء وشخصيات عامة لم يستثنوا من الخطأ الذي أصبح قاعدة وحالة فريدة يتميز بها الموريتانيون عن غيرهم.














