الشيخ علي بن الحاج:
ولكن الشيخ عباس لم يكن هو وحده المتحدِّث باسم جبهة الإنقاذ، لعله هو المتحدِّث الرسمي، لكن هناك متحدثًا شعبيًّا، ربما كان أقوى منه صوتًا، وأوسع منه جمهورًا، ذلكم هو نائبه الشيخ علي بن الحاج، وهو يمثّل الاتجاه السلفي بمزاياه وعيوبه. وهو مُحبَّب عند الجماهير بلغته الهجومية على النظام الحاكم، والجماهير في بلادنا العربية تتعلق بكل من يهاجم الحكام، لأنه يشفي شيئًا من غليلهم، فيما يضمرونه من كراهية لهم وثورة عليهم.
لم أر الشيخ علي بن الحاج في الجزائر، ولكنّي رأيته مرة مصادفة في مطار جدة وصافحني بحرارة، ولكن لم يقدّر لي أن أقابله في الجزائر، إذ كان هو الذي يجب أن يسعى إلي باعتباري ضيفًا عليه. ويبدو أن تتابع الحداث وشدّتها وضغطها هو ما حال بينه وبين لقائي.
وفي اعتقادي أنه رجل مخلص، ولكن ينقصه ما ينقص كثيرًا من السلفيين من التعمُّق في فقه المقاصد، وفقه المآلات، وفقه الموازنات، وفقه الأولويات، وفقه الاختلافات، وقبل ذلك كله: فقه الواقع والعصر الذي يعيش فيه، وهو الفقه الذي ركزنا على الدعوة إليه، وإلى تأصيله وتعميمه في حياتنا الآن، وخصوصًا بين أهل العلم فيها.