قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية محمد الأمين الداه،إن ليبيا بيئة مناسبة لداعش، فالدول التي تشهد توترات ونزاعات على السلطة تمثل بيئة جاذبة للجماعات المسلحة.
الداه وفي تصريحات خاصة لوكالة “الأناضول”، أوضح أن من أهم العوامل المساعدة على عودة داعش بقوة هي النزاعات المسلحة بين الأطراف في ليبيا ووجود مناطق متنازع عليها أو خارجة عن سلطة الدولة، وهذه البيئة تساهم في توفير فرصة لحصول التنظيم على الأسلحة والمعدات القتالية.
وأكد أن استمرار هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية عامل مساعد جدا لداعش، والتنظيمات الإرهابية بطبيعتها تنمو في ظل الأوضاع الهشة، وتستغل الخروقات الأمنية للانتشار وتسديد الضربات وجمع المعلومات.
وأردف: “بالتالي ستظل سرت وطرابلس وحتى درنة وكل المناطق التي تعرَّض فيها داعش لضربات قوية، مناطق قابلة لأنشطة التنظيم طالما استمرت هشاشة الأوضاع الأمنية والأزمة السياسية”.
ورجح الداه أن اعتقال أبو سدرة سيسهم في كشف مرحلة انتشار التنظيم وآلية وعدد العناصر المستقطبة والمتوقع أن تصل لحدود الآلاف، لافتا إلى أن التنظيم يعمل حاليا في ليبيا كخلايا نائمة، وعناصر نشطة لتجنيد الشباب والعناصر المقاتلة وربط علاقات بسماسرة السلاح.
وتابع الداه حديثه:”أن ما يحدث في الجوار الليبي له التأثير القوي والمباشر على تنامي الحركات الإرهابية، خاصة في الحدود الجنوبية، حيث انتشار الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في تشاد والنيجر”.
ومضى الداه قائلا: “لذلك ستكون المناطق الأقل تبعية للسلطة السياسية في ليبيا أو الأضعف في الحضور الأمني، بؤرة لداعش وعناصره النائمة”.
وختم الداه تصريحه:” ليبيا كانت في السابق معقلا لداعش، وسبق أن سيطر وانتشر في مدن كبيرة، وأقام استعراضات عسكرية ونسق انطلاقا منها عمليات ضد بعض دول الجوار، قبل أن يتراجع حضوره في البلاد؛ تحت الضربات القوية التي تلقاها ومقتل العديد من قياداته واعتقال بعضهم وآخرهم هاشم أبو سدرة”.