
تستضيف العاصمة الأوغندية "كمبالا" قمة قادة دول عدم الانحياز في دورتها التاسعة عشرة، وذلك يومي 19 و20 يناير الجاري، وهي القمة التي بدأت اجتماعاتها التحضيرية أمس، وكذلك تستضيف العاصمة الأوغندية اجتماعات قمة مجموعة الـ 77 لدول الجنوب النامي يومي 21 و22 يناير الجاري عقب انتهاء قمة قادة دول عدم الانحياز، والتي من المقرر بدء اجتماعاتها التحضيرية " قمة الـ 77" في العشرين من الشهر الجاري.
وبحسب مصادر في "الخارجية الأوغندية"؛ ستركز اجتماعات عدم الانحياز المرتقبة على متطلبات تعزيز دور الحركة في بناء عالم يتسم بالتعددية والمصداقية البناءة؛ بما يعزز أوضاع السلام والأمن العالمي ودعم العدالة والمساواة بين شعوب العالم.
ويتوقع المراقبون أن تكون قضايا الصراع الدائر في غزة، وكذلك الخلافات الإثيوبية الصومالية المستجدة على قائمة القضايا، التي ستثار خلال قمة عدم الانحياز المرتقبة؛ وهو ما سيجعلها منبرا عالميا لاثارة القضايا المشتعلة .
وستتولى أوغندا - خلال القمة - رئاسة المجموعة، التي تضم 120 دولة، وذلك خلال الفترة من يناير 2024 حتى عام 2026، حيث ستستلم أوغندا رئاسة مجموعة عدم الانحياز من الرئيسة الحالية للمجموعة (أذربيجان) في قمة المجموعة رقم 19؛ لتنتقل بذلك رئاسة مجموعة عدم الانحياز من الرئيس الاذربيجانى ايلهام علييف إلى الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وقد تأكدت مشاركة 93 دولة في أعمال القمة في كمبالا هذا العام.
وتعد مجموعة عدم الانحياز هي التكتل العالمي الأكبر، من حيث عدد الأعضاء بعد الأمم المتحدة وقد تأسست في عام 1961، وتضم 53 دولة إفريقية و39 دولة آسيوية و26 دولة من أمريكا اللاتينية والكاريبي ودولتين من أوروبا، كما تضم المجموعة، في عضويتها فلسطين، وهي تتمتع بوضع مراقب فى الأمم المتحدة ، كما توجد 17 دولة مشاركة فى اعمال القمة الـ19 لعدم الانجياز بصفة "عضو مراقب"، وكذلك يشارك مراقبون من 10 منظمات دولية .
وستكون اجتماعات قمة دول عدم الانحياز في كمبالا هي أهم تجمع دولي تستضيفه أوغندا منذ عام 2007؛ حيث استضافت كمبالا اجتماعات رؤساء حكومات دول رابطة الكومنويلث.
وقالت مصادر محلية إنه على ضوء الإجراءات التقشفية التي تتبعها الحكومة الأوغندية قررت الحكومة سحب السيارات "الفارهة"، التي بحوزة وزراء الحكومة وتوجيهها لخدمة الضيوف الوافدة في القمتين.
وقد استعدت "كمبالا" لاستقبال 4000 ضيف وافد لوفود الدول المشاركة في قمتي عدم الانحياز ومجموعة الـ 77، حيث سيتم خلال الاجتماعات التحضيرية لكلا القمتين مناقشة ما سيطلق عليه "إعلان كمبالا للعام 2024"؛ وهو الإعلان الذي قال وزير الخارجية الأوغندي ديجى اودونج سيكون توافقيا ومعبرا عن تطلعات شعوب الجنوب النامي وإفريقيا في حركة عدم الانحياز، وكذلك قضايا العالم النامي مثل الأمن الغذائي والهجرة والبطالة والاوبئة الصحية وإثر الصراعات الدولية على أوضاع دول المجموعة.
وفي اليوم 20 من يناير الجاريـ عقب انتهاء قمة عدم الانحياز تستضيف أوغندا قمة مجموعة الـ 77 بحضور، وستكون تلك هي القمة الثالثة للمجموعة التي تعد جسر تواصل بين دول الجنوب والجنوب الأعضاء في الأمم المتحدة، وتم عقد اجتماع القمة الأول للمجموعة في هافانا عاصمة كوبا عام 2018، ثم عقدت قمتها الثانية في الدوحة عام 2019، وأما القمة الثالثة في عام 2020؛ فقد تأجل انعقادها نتيجة جائحة كورونا لتعقد هذا الشهر فى كمبالا؛ وهو ما سيشكل فرصة لطرح القضايا الحيوية الإفريقية أمام قادة ووفود الدول المشاركة في القمة.
تاريخيا، أنشئت حركة عدم الانحياز وتأسست إبّان انهيار النظام الاستعماري، ونضال شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق في العالم من أجل الاستقلال، وفي ذروة الحرب الباردة.
وكانت جهود الحركة، منذ الأيام الأولى لقيامها، عاملاً أساسيًا في عملية تصفية الاستعمار، والتي أدت لاحقًا إلى نجاح كثير من الدول والشعوب في الحصول على حريتها وتحقيق استقلالها، وتأسيس دول جديدة ذات سيادة.
وعلى مدار تاريخها، لعبت حركة دول عدم الانحياز دورًا أساسيًا في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وهى الحركة التى تعد مصر والهند ويوغوسلافيا، الأباء المؤسسين لها في مؤتمر باندونج عام 1955 .














