ليست مدرسة "صده المصرف" التابعة لمقاطعة مال سوى نموج لعشرات المدارس المتهالكة التي تشكو الإهمال وتستجدي الترميم بعدما باتت خاوية على عروشها ولم يعد بها أي أثر للعلم والتعليم..
وحدها الأسقف الاسنتمية المتصدعة وأعمد الخرسانة الصدئة وأطلال سبورات حائطية متشققة ومغبرة، ما بات يميزها عن باقي المساكن الطينية ذات الأسقف الواطئة والجدر الخشنة..
ورغم محاولات السكان تمديد العمر الافتراضي للمنشأة بما ملكت أيديهم من وسائح شحيحة إلا أنهم في الأخير رفعوا الراية البيضاء، وكان عليهم أن يخلوها ويتركوها في مواجهة محسومة مع عاديات الزمن، وطوارق الأيام..على غرار غيرها من مدارس آفطوط..
صحيح أن الدولة شيدت من خلال مندوبية "التآزر" مدارس تعتبر فاخرة وجاهزة في قرى الضفة لكن قرية "صده المصرف" والتي تؤوي أزيد من 100أسرة لم تحظ بهذا الامتياز –حسب الساكنة- مما أضطرهم للبحث عن أماكن بديلة لتعليم أطفالهم حتى داخل الخيام و الأعرشة وأخصاص الكتاتيب القرآنية يعلق مسؤول أباء التلاميذ بالقرية..
لا مطلب يعلو الآن على مطلب التدخل لترميم المدرسة المتهالكة أو على تجهيز أقسام ولو مؤقتة لاستقبال تلاميذ القرية الذين أصبح تمدرسهم في مهب الرياح، ولم يعد أولياؤهم يثقون في أي وعود لترميم مدرستهم بعد سنتين من المماطلة والوعود الجوفاء.. فقرروا أن يطلقوها عبر هذا المنبر صرخة مدوية لطلب التدخل من الجهات المعنية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الافتتاح المدرسى وحالة المدرسة ما زالت تراوح مكانها..كما يقول مسؤول أباء التلاميذ بالقرية:
وكان مفتش المقاطعة قد طلب من السكان توفير مكان بديل لبناية المدرسة المتهالكة حيث وقع الاختيار على إحدى ملحقات مسجد القرية لاستخدامه في استقبال تلاميذ المدرسة المكتظة والخاضعة لنظام "التفويج"، بين ثلاثة فصول يتولى تأطيرهم معلم، تساعده معلمة فرنسية عقدوية ازدادت بها المدرسة خلال العام الدراسي الحالي.
ويعاني تلاميذ المدرسة من ضعف المستويات وصعوبات في التهجي، فضلا عن كثرة التحديات التي تعصف برغبة الدولة في تعليمهم، نظرا لشظف العيش وطريقة الكدح الازمة لجلب الماء الشروب، ورعاية الأغنام، ومواسم الزرع والحصاد والرعاية بينهما، فضلا عن تحصيل الحطب و الخدمة في البيت، كلها أمور تصعب وتحد من تحصيل الأبناء ينضاف لذلك غياب الآباء وانهماكهم في سبيل تحصيل لقمة العيش الصعبة.