يلتقي المنتخب الموريتاني الرأس الأخضر يوم الإثنين القادم في أبيدجان برسم دور الستة عشر، من كأس الأمم الأفريقية 2023، ليواصل الفريقان صناعة التاريخ، المتشابه في محطاته حتى الوصول إلى هذه المحطة في تاريخ المنتخبين الطموحين.
وستكون المواجهة خيالية بين فريقين تجاوزا كل التوقعات للتأهل إلى مراحل خروج المغلوب؛ إذ حصل كل من الرأس الأخضر وموريتانيا، اللذان لم يتأهل أي منهما لكأس الأمم الأفريقية قبل عام 2013، على مكانهما في دور الـ16 بفضل الجهد القتالي المذهل، والقصص التي تحكي كيف تمكنت دولتان لهما تاريخ كروي محدود للغاية من الوصول إلى هذا الدور، الذي لا يصل إليه عادة غير الكبار في لعبة كرة القدم.
وصلت الرأس الأخضر إلى الدور ربع النهائي مرة واحدة من قبل، في جنوب إفريقيا عام 2013، وهي أول بطولة لها، وبعد التعادل مع المغرب والدولة المضيفة، وكلاهما نتيجتان مثيرتان للإعجاب، سجل المنتخب هدفين متأخرين ليفوز على أنجولا، ويتأهل من المجموعة التي كان من المتوقع أن يحتل المركز الأخير فيها.
كان صعود الرأس الأخضر التي تتكون كدولة من سلسلة من عشر جزر في المحيط الأطلسي ويبلغ عدد سكانها 562 ألف نسمة فقط، في اللعبة العالمية سريعاً بشكل مذهل - حتى أنهم لم يشاركوا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية حتى عام 1993، ولكن بمجرد أن صنعوا اسمهم في جنوب أفريقيا، عمل اتحادها لكرة القدم بجد لضمان أن يصبح نجاحهم غير المتوقع نقطة انطلاق.
في عام 2013، كان 18 من أصل 23 عضواً في المنتخب لاعبون محليون، ولكن منذ ذلك الحين، تواصل اتحاد كرة القدم الكابفيري مع الجالية الكبيرة في الرأس الأخضر في جميع أنحاء العالم، لضم لاعبين من كل أنحاء العالم، والآن عضو واحد فقط في تشكيلة هذا العام، هو الكابتن ستوبيرا، يلعب في الدوري المحلي، بينما البقية محترفون في الخارج؛ اثنان في الدوري الأمريكي لكرة القدم، وآخرون يلعبون في أذربيجان ومولدوفا وقبرص وهولندا وإيطاليا والنمسا، وحتى جمهورية أيرلندا.
العديد من هؤلاء اللاعبين هم من نسل المهاجرين من الستينيات والسبعينيات، عندما كان العديد من سكان الرأس الأخضر يبحثون عن حياة أفضل خارج بلدهم الصغير؛ فتوجه مععظمهم هم إلى البرتغال، القوة الاستعمارية التي كانت تحتل هذه الدولة الإفريقية الصغيرة حتى الاستقلال عام 1975، ولكن هناك مجتمعات في جميع أنحاء أوروبا. الكثير من لاعبي الفريق لا يتحدثون اللغة البرتغالية، اللغة الوطنية الرسمية، لكنهم تعلموا التواصل باستخدام لهجة الرأس الأخضر الفريدة.