من الدروس الشعبية التي تعلَّمْناها منذ الصغر أن كلَّ مكانٍ مُسْتباحٍ، وكلَّ كلأٍ مُباحٍ يُقالُ عنه:" وكالة من غير بوَّاب".
والآن نستطيع أن نقول بكل ثقة: إن وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) هي وكالة بدون بواب.
تُغْلِقُ الوكالةُ مدارسَها، وتُعطَّلُ الدراسة بسبب القصف، فلا تسمع إلا صوت صرصور الحقل، ثم يلجأ أهل غزة إلى تلك المدارس هربًا من شدة القصف، كونها مكانًا آمنًا، بل آمن مكان يمكن أن يلجؤوا إليه باعتبار حرمتها القانونية والدولية، فتُقصَف أيضًا، وتُدَمَّر المدارس على رؤوس مَنْ فيها من الرجال والنساء والأطفال المدنيين الآمنين، فلا تسمع إلا صوت صرصور الحقل. يُقتَلُ مائةٌ وخمسون من العاملين بالوكالة الدولية بأيدي الص هاي نة المجرمين، فلا تسمع إلا صوت صرصور الحقل.
وفجأة .. نسمع صوت الرعد يهُزُّ أركان العالم من أقصاه إلى أقصاه، رعد أمريكي، ورعد ألماني، ورعد كندي، وآخر استرالي، وخامس، وسادس .. رعود تتداعى، وتتوعد! هل تتوعد الذين اعتدَوْا على الوكالة، ومسحوا بكرامتها أرض غزة كلها؟!
يا لك من متفائل!
إن هذا الإرعاد يا صديقي تهديد بقطع المساعدات عن الأونروا .. لماذا؟ لأن بعض العاملين فيها تعاطفوا مع حماس- بزعمهم-، وشاركوا- بزعمهم أيضًا- في أعمال السابع من أكتوبر!!!!!!
يا إلهي .. هنا فقط اختفى صوت صرصور الحقل، وأصَمَّنا صوتُ الرعد!!!
والحقيقة .. الحقيقةُ أن هؤلاء القوم قامت قيامتُهُم لأن محكمة العدل الدولية استندت في حيثياتها إلى بعض شهادات وتقارير وكالة الأونروا، التي وصفت شيئًا من الواقع فقط!!!!
إن النظام الدولي الحالي بأممه المتحدة، ومجلس أمنه، ومنظماته، ووكالاته كلها لا صاحب لها، ولا أحد يحرس قوانينها، أو لوائحها، إلا إذا كانت على الضعفاء والفقراء، حقًّا إنها وكالة بدون بواب!!!
إنها منظمات تعبث بها حكوماتُ البلطجة الدولية، وتتحكم فيها فُتُوَّات الحارة العالمية.
ولكن، وبإذن الله- تعالى- سيأتي اليوم الذي يكون فيه لهذه المنظمات والوكالات بوَّاب، وسيحمل كلُّ متكبر مغرور، وكل بلطجي عصاه ويرحل إلى غير رجعة، بعد ذُلٍّ يُصيبُه، وصَغارٌ يلحقُ به، وعارٌ يَصِمُهُ إلى الأبد، ولن ينفعَهُ عندئذ ندمٌ أو توسُّلات، وستنعم البشرية في ظل عدالةٍ ومنظومةٍ إسلامية تحمل الخير لكل الناس، وتُرْسِلُ الرحمةَ للعالمين.
طوفان_الأقصى