تمثل الوكالة الوطنية للبحث العلمي والابتكار ( ANRSI ) إحدى أهم مؤسسات البحث العلمي في بلادنا حيث أشرفت منذ تأسيسها على المساهمة في التميز العلمي وجودة اختيار مشاريع البحث والابتكار ، كما ساهمت في إدارة العديد من برامج التكوين والبحث العلمي ومراقبة تنفيذها حتى الآن . وعلى الرغم من نجاحها في تحقيق هذه المكاسب الملموسة ذات الصلة بانجاز المهام الموكلة إليها ، خاصة على مستوى الإرشاد العلمي و التكوين ودعم البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم البحتة ، فإن تلك المكاسب لم تتحقق دون صعوبات ، إذ أن الوكالة ما زالت تواجه صعوبات يتعلق بعضها بضرورة التنفيذ التام لمبادئ الحَكَامَة الرشيدة هذا بالإضافة إلى غياب خارطة طريق واضحة وشاملة تَسْتَأْنِسٌ بها لتدبير مختلف المهام الموكلة إليها . ولتمكين الوكالة من القيام بتلك المهام صادق مجلس الوزراء ، في اجتماعه الموافق للرابع والعشرين من شهر يناير 2024م ، على مشروع مرسوم يتضمن " إعادة تنظيم " الوكالة " وسير عملها " في ضوء توصيات المجلس الأعلى للبحث العلمي والابتكار. تشمل " الترتيبات الجديدة المقترحة " إصلاحات جوهرية مٌتَمَحْوِرَة حول تحسين جودة الحَكَامَة المالية والإدارية وترقية البحث العلمي وتشجيع إرادة الإبداع والابتكار لدى الباحثين ، غير أن إصلاح الوكالة يتطلب وضع خطة إستراتيجية واضحة مدعومة بخطة عمل واقعية وقابلة للتنفيذ من شأنها تمكين الوكالة وترقية أدائها في مجال التسيير والإرشاد ونشر المعارف " وتشجيع الابتكار " وخدمة المجتمع . ولكي تكون الوكالة الوطنية للبحث العلمي والابتكار مؤسسة قوية قادرة على القيام بتلك المهام وبناء مستقبلها بطموح، يَتَعَيَنٌ على الوزارة الوصية عليها وعلى إدارة الوكالة ذاتها أن تنفتح على تعدد المنظورات والمقترحات التي من شأنها الارتقاء بأداء الوكالة والدفع بها قٌدٌمًا على طريق الإصلاح . يعني هذا الانفتاح التثمين والاستئناس بالمقترحات التالية :
- عرض المبادئ التوجيهية لسياسة الوكالة بشأن البحث والابتكار بحيث يتم تحديد أولويات البحث على المستوى الوطني ومشاركتها من قبل جميع القوى البحثية العامة والخاصة، وتعميمها على مستوى الرأي العام . سيقدم هذا العرض لمحة عامة عن التحديات التي يتعين مواجهتها في مجال البحث والابتكار وسيضع إطارًا مرجعيًا لأولويات البحث للسنوات المقبلة ( الخطة الإستراتيجية للبحث ) .
- دعم التميز في الأبحاث الوطنية ، على المستوى الأكاديمي ، من خلال عملية اختيار تنافسية وصارمة تعتمد على تقييم النظراء بما يتوافق مع المعايير الوطنية والدولية للبحث العلمي .
- زيادة قدرة كل الفاعلين بالوكالة الوطنية للبحث العلمي والابتكار على اقتراح وتنفيذ برامج بحثية تكسر الحواجز بين التخصصات .
- إمداد الوكالة بالموارد البشرية ذات الكفايات العلمية اللازمة للنهوض بالوكالة