بدعوة كريمة من الرئيس محمد جميل منصور حضرت مساء أمس حفل إعلان إطلاق أنشطة الفصيل السياسي الجديد " تيار من أجل الوطن" الذى أسسه الرئيس جميل بعد انسحابه من حزب " تواصل"
جميل ومعه قادة التيار اكدوا أنه تشكيل سياسي يجمع مختلف أنواع الطيف فى المشهد السياسي والاجتماعي المحلي يهدف لتقديم برنامج طموح ورؤية شمولية لحل مشاكل البلاد والانطلاق بها نحو مستقبل من التصالح والتعايش والتنمية
التيار الجديد يذكرك ب "الخلطات" المتداولة نسائيا والتى يتم تجميعها من عشرات المستحضرات الطبية والنباتية ومزجها ولو أنها متنافرة سبيلا لتبييض بشرة أو "تنضير" وجه أو الحفاظ على" بريق"
أو إن شئت فهو يحيلك ل"خلطات" الطب التقليدي حيث تجتمع عشرات المواد مهما كان تنافرها بحثا عن علاج مفترض بعد تشخيص مفترض لحالة مرضية
أو يذكرك بتحضير " الشربة" الغذائية والتى قد يقتضى تمنع بعض مكوناتها قهره ب" خلاطة" كهربائية منزلية كثيرة الضجيج عالية الكفاءة
وبتحليل التيار الجديد يمكنك تحديد مكوناته كالآتى
إخوان 25%
كادحون 14%
ناصريون 13%
بعثيون 10%
زنوج 9%
مكسرات حزبية( تواصل التكتل حاتم تقدم تعايش) 14%
بهارات( حقوقيون مجتمع مدني نشطاء) 8%
مواد "اجتماعية" حافظة 6 %
مواد" ملونة" ( أغلبية أمن سماسرة) 1%
تلك صورة تقريبية لمكونات التيار وهذه بعض الملاحظات على هامش الحفل
* تيار نخبوي ونوعي جمع وجوها وطنية بارزة من مختلف الألوان الاجتماعية والفكرية السياسية
* كان الحضور حاشدا وحظي الحفل بتغطية إعلامية واسعة
* أكد قادة التيار أنهم داعمون للرئيس غزوانى فى الرئاسيات القادمة
رأى البعض حماقة وتسرعا فى تلك الخطوة لتيار ناشئ يضم نخبة نوعية من السياسيين القادمين غالبا من المعارضة التقليدية بينما رأى آخرون أنها خطوة ذكية فالتيار يسعى لأن يكون حزبا وبالتالى لابد من الاقتراب من النظام لتشريع الحزب فمعارضة النظام "تنفى وتقتل" حشرات الترخيص للأحزاب وبعد الترخيص ثمة كلام آخر وربما استنطاق تقنية " الفار" للبحث عن" ضربة جزاء" سياسية
* نجح جميل فى جمع لوحة فسيفساء اجتماعية سياسية قل أن تجتمع فى تيار واحد ماجعل البعض يعتقد أنه تيار يحمل بذور التشتت عند أول احتكاك بالساحة إذ لم يجتمعوا لسواد عيون" الرئيس" ولاحتى ل" سواد " و"بياض" العين الموريتانية بقدر مااجتمعوا بحثا عن مصالح ومطامح هي غاية السياسة ووسيلتها إذ لا يوجد عمل" تطوعي"او" طوعي" فى السياسة
* ضم التيار الكثير من " البدو الرحل" سياسيا سبق لهم دخول تيارات وأحزاب وتحالفات عديدة لم ترق لهم ف" رحلوا " عنها كما" كان آباؤهم يرحلون"
* من حسنات التيار انضمام شخصيات لم يسبق لها التنقل بين الأحزاب والتيارات وبعضها يختار لأول مرة إطارا سياسيا من تلك الشخصيات
العميد الشيخ بكاي والدكتور الشيخ سيدى عبدالله والأستاذ موسى ولد حبيب والطبيب بارى زكريا
هؤلاء لديهم رؤى فكرية وسياسية لكنهم ظلوا حبيسى قناعاتهم فى مجال تحرك ضيق لم يألف الارتحال بين الأحزاب
والتيارات
عموما يعتبر هذا التيار تلبية نوعية لحاجة مشهد سياسي محلي لم يرحم كبيره صغيره ولم يوقر صغيره كبيره بعد الانتخابات الأخيرة المثيرة للجدل والتى أبعدت المعارضة التقليدية باحزابها القديمة عن الواجهة وحاولت خلق معارضة جديدة فاضاعت القديم وميعت الجديد
وسيكون للتيار شأن فى مستقبل المشهد السياسي المحلي ولكن السؤال الذى لن تجدوا له جوابا عند الرئيس جميل وتياره هو
هل أنتم موالاة فى " جلد" معارضة
أم انكم" الفوك الفوك" موالاة
و" التحت التحت" معارضة