وتعاطف الناس مع الكويتيين الذين أمسوا ما بين عشية وضحاها: فقراء بعد غنى، خائفين بعد أمن، سائحين في الأرض بعد عيشة السِّعة والرغد في القصور والفيلات. حتى كان سائق التاكسي المصري إذا ركب معه واحد من هؤلاء، رفض أن يقبض منه أجرًا. وقد حدث أن سافر قطري ووقع له ذلك، وأبى السائق بشمم أن يتناول منه شيئًا، وقال له: ألستم إخواننا؟ ألا نشارككم محنتكم؟ فقال له الراكب: أنا لست كويتيًا أنا قطري!
محنة قاسية:
كانت محنة قاسية على أهل الكويت، وقد دخلت قوات صدام وجنوده، فنهبت وسلبت، وحملت سيارات كبيرة من قصور الكويتيين من الأثاث والأدوات والتحف: ما يقدر بالمليارات، بل نهبت المحلات التجارية، وفتحت مخازنها، ونُقِل ما فيها إلى بغداد وسائر مدن العراق. لم يكن غزوًا نظيفًا، بل كان أشبه بعمل اللصوص وقطّاع الطريق. وكان الضباط والجنود يتصرّفون تصرف من لا يعلم أن أحدًا سيحاسبه يومًا.