تصور معي أيها القارئ أن كل من قتلوا أبرياء بدم بارد منذ عقود تلت تاريخ هذه الصورة: وقد قتلوا ضحاياهم ببشاعة واغتصبوا وأحرقوا الأطفال أحياء _أحدهم قتل امرأة ليأخذ حقيبة يدها فحسب، وبعضهم قتل شيخا في دكانه ضحى للحصول على بطاقات رصيد وسجاير: تصور أنهم رأوا هذه الصورة في الشهر السابق لقيامهم بجرمهم وأنها حدثت بالفعل اليوم وتتداول عل الواتساب ..
هل سيقدمون على فعلتهم بأريحية من يعلم أنه في أسوأ أوضاعه سيسجن سنين معدودة (حتى لو أكمل المؤبد) وسيمارس كل حياته ضمن السجن _أحد الموقوفين بالإعدام وصل به الامر أن صار ذا تأثير على الحراس وكانوا يستقدمون له عشيقته وبلغ به الشذوذ أن صور معها مقاطع إباحية في السجن هنا في نواكشوط)
بالمناسبة:
لمن سيسأل عن بعض تفاصيل الصورة كالمغزى من أكثر من رامي رصاص: يقصد بذلك أمران: أن يصعب ضمن الكتيبة معرفة من نفذ تحديدا لأن الرصاصات ستصل وجهتها فلا يعرف أيها أماتت والرماة المختارون ليسوا من جهة واحدة داخل المؤسسة + أن القصد إماتة سريعة مؤكدة من باب إحسان القتلة حتى لا يحدث ألم وموت بطيء
ثمة أيضا دكتور يحضر العملية ليؤكد الموت طبيا قبل الدفن
حدث هذا على كثبان الساحل في نواكشوط .. وليته يعود لايف بالألوان حتى ترتدع الوحوش في حظائر خوفها المسبق في أوكارها
أما علاج الجريمة من الأصل فله الثقافة وسياسات الاستهداف والعدل والصحة النفسية وخبراء الاجتماع والتنمبية والتوزيع العادل للثروة والنهوض يرعاية الشباب والوعظ ونماذج القدوة ..الخ
لكن بعد الإقدام على القتل باستسهال دم الابرياء : الحل حصريا في الصورة دون أي تعليق وبكل سعادة منطقية لمن يفهم قول الله تعالى "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" .. فالله أرحم وأدرى بخلقه ومسارهم اجتماعيا ونزعاتهم وبسبل بقائهم على وجه الأرض.
رغم كل التحفظ على عهد الرئيس محمد خون ول هيدالة في جانب الحريات السياسية العامة؛
لا يسع أي عاقل أن ينكر صحة توجهه في ضبط الجريمة عبر إحياء مفهوم الحدود.