لعل إطلاق جميل منصور رفقة مجموعة من النخبة الوطنية تيار “من اجل الوطن " اتاح فرصة لختبار مجموعة من الوقائع والفرضيات الممكنة في الساحة السياسية،.
فنزول جميل من نخلة تواصل الى شجرة سياسية تختلط في ميدانها تيارات ايديلوجية مختلفة سيضع الساحة السياسية أمام نمط سياسي جديد لم يسبق من قبل. ففي الغالب كانت التيارات السياسية تتوحد في غلاف أيدلوجي منظم اومن خلال كيان معارض تجمع اطرافه الحزازات السياسية ضد نظام معين وفي لحظات
من المواجهة والمغالبة.
أما ان يقوم التيار على جذور وروافد مختلفة وفي نفس الوقت يركن الى جانب موال للنظام فهي سابقة في الساحة السياسية
لهامالها من التشويق والترقب. ولعل عليها ماعليها من خرق ناموس العلاقات السياسية الطبيعية التي عرفتها الساحة المحلية علي مدي عقود من الزمن
فهل عبقرية جميل في النضال والخطابة والكتابة واطلاق المبادرات والتحالفات المعارضة هي نفسها في نسج تحالف موال لنظام يعد امتدادا لانظمة عارضها في السابق
وعلي كل فإن التموقع داخل الساحة السياسية الطبيعية يبقي رهن التركيب والتفكيك حتي تنتج صيغ وتحالفات ملائمة تتقاطع في نقطة تلاقي الجماهرية مع المصلحة والفاعلية ،
إلا أن ساحة سياسية غير طبييعة كساحتنا لازالت تقوم علي ثنائية حزب السلطة والمناوئين له في ظل غياب
تنافس شفاف وحكامة رشيدة
يعقد المهمة ويفرض البحث عن أرضية جديدة وكما يقول اصحاب النظرة المتفهمة لمثل هكذا مبادرات ان المطلوب هو الاستفادة من النفس والمساحة المتاحة رغم ضآلتها وضعف احتمالية النجاعة فيها
الا أنها تبقي مخاطرة لها ثمنها فالجماهير الصلبة والرأي العام المنفعل لايقبل القسمة علي اثنين ويري ان اي اقتراب من النظام هو تمرزق وانبطاح وليس لديه الوقت للفرز والسبر والتقسيم ،
خصوصًا مع طغيان موجة مواقع التواصل الاجتماعي وما تصدره من مواقف طازجة لا تفرق بين الزمنين الإعلامي والسياسي .
وتميل اكثر الي اصحاب المواقف النهائية والمطلقة خصوصًا في ظل الواقع الاليم الذي يعيشه البلد مع اقتراب نهاية فترة رئاسية كاملة دون مؤشرات واضحة
على امكانية الاصلاح والتغيير من خلال نفس المنظومة القائمة.
وان كنت ممن يقف علي الضفة الاخري معارضًا لهذ النظام ،الا اني اري ان تجربة كهذه تستحق ان تتابع كغريم سياسي محترم ان استطاع ان ينجو من معاول الموالاة التي لا تتحمل النقد والتقويم و سهام معارضة تحرق صفحات الماضي وتكفر العشير .