تتنوع الذكريات مجالسة ومؤانسة، عشرات المقابلات في جريدة أخبار نواكشوط، مكنتني من الاطلاع عن قرب على شخصية متعددة الابعاد حباها الله بضبط الفقهاء ورقة الشعراء ودقة المناطقة ، ومنحها القرب الحاني والحنو المشهود .
سألت الشيخ ذات مرة عن تمايز وحضورالنقل والعقل في شخصيات علمائنا ومدى صدقية البعض ممن يرون ان المعارف النقلية للشيخ بداه ولد البوصيرى تفوق معارفه العقلية بخلاف الشيخ حمدا الذي ينطبع ببعد عقلاني مشهود بينما يستوي النقل والعقل لدى الشيخ محمد سالم ولد عدود
فرد الشيخ حمدا قائلا :
أعلم أهل هذه الديار الشيخ عدود ، أما أنا فعقلي دون علمي والاخير دون عقلي وان كان لا بد من توصيف لى فهو أنني أخوف علماء الاسلام على الاسلام ،هاجسي في كل المواقف الخوف على بيضة الاسلام والسعي لجمع شمل المسلمين في ظل وعيي التام بحجم المخاطر التي تتربص ببلادنا والأمة الاسلامية ، وهي المخاطر التي أقدرها حق قدرها أكثر من غيري وأعمل من ذلك المنطلق على تجنبها ،فما أنا بأوسع علمائنا نقلا ولا أرجحهم عقلا وانما أخوفهم على بيضة الاسلام . ..رفعت الاقلام وجفت الصحف .