اشتد غضب الرئيس الاسبق معاوية ول الطايع على الاسلاميين وعلى علماء الدعوة وعلى المعاهد الشرعية ولاسيما معهد العلوم الشرعية والعربية السعودي بموريتانيا اثر فتوى للشيخ الددو بمقاطعة المنتوجات الاسرائيلية
تقدمت اثرها السفارة الاسرائلية في موريتانيا بشكوى من الشيخ وبعض قادة العمل الاسلامي فالقت السلطات الامنية القبض على القادة وقيم بحملة ضد التيار على اساس انه ارهابي وانه قد يقوم بتفجيرات وتم تكليف فرق شبابية بقرع بيوت المواطنين للتحذير من الارهابيين !!
ثم ان المخابرات اوعزت لول الطايع ان المشكلة اساسا في المعهد السعودي وان بقاءه مفتوحا يشكل خطرا على البلد
ولما لم يكن بالامكان الطلب من المملكة غلق المعهد لجات السلطات الى تصرف في غاية الغرابة وهو القبض على جميع الاساتذة والموظفين في المعهد كرسالة في نظرهم موجهة الى السعودية بان تقوم من عند نفسها بغلق المعهد
والاساتذة والموظفون من مشارب مختلفة : منهم الموالي ومنهم المعارض ومنهم الاسلامي ومنهم الناصري ومنهم البعثي ومنهم من لا توجه له فالقاسم المشترك لهؤلاء هو العمل في هذه المؤسسة التي تدر بارزاق كثيرة اقلها منح الطلاب والتي تقارب ثلاثين الف اوقية فضلا عن المتعاونين مثلنا الذين يتقاضون ما يزيد على سبعة الاف للساعة
وفي يوم الثامن والعشرين من مايو فتحت مكتبي للمداومة في المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية فتقدم الي عنصر امني واخبرني ان ادارة الامن تطلبني فرافقته الى مدرسة الشرطة فوجدت امامي الزملاء المدرسين في المعهد : احمدفال صالح واحمد دولة بن محمد الامين واحمد بن اباه وامين البشير والحسن خطري ومحمد الامين الطالب وسيدي محمد الخامس واخرين
بعضهم متعاون في التدريس مثلي وبعضهم اساتذة رسميون
امضينا اياما والتقينا الشيخ محمد الحسن ومحمدجميل منصور واخرين
واتذكر من اسئلة التحقيق سؤالا عن المادة التي ادرس فقلت لهم : مادة الفقه
فقال لي على اي المذاهب ؟ قلت المذهب المالكي قال لي : لا اصدق فقلت له لم ؟ قال هل من المعقول ان يقبلوا منك ان تدرس الفقه المالكي ؟ قلت : نعم هم يدرسون رسالة القيرواني في المرحلة الثانوية
وبالنسبة للمرحلة الجامعة يحددون موضوعات المقرر ويتركون الحرية للاستاذ في تحضير المادة وقد وجدت زميلي قبلي كان يدرسهم الفقه على المذاهب الاربعة ولكني درست الفقه المالكي لانه هو الذي اعرف فاصر انه لايصدق وان السعوديين يدرسون مذهب ابن تيمية فقلت لا اعرف مذهبا اسمه مذهب ابن تيمية على الاطلاق
صحيح ان له اختيارات ولكنه على مذهب الامام احمد
واختيارات ابن تيمية تشبه اختيارات اللخمي في مذهبنا
وطلبت مراجعة دروسي في الفقه وسوف يتاكد انتي اعتمد حتى نص خليل في المختصر وكنت اجعله بين قوسين
فقال لي هل تعتقد ان ما في مختصر خليل صحيح فقلت غالبه صحيح وفيه مسائل ضعيفة ضعفها علماء المذهب فقال مثل ماذا فذكرت امثلة من ضعيف ما في المختصر
وبعد المقابلة ردني لزملائي
واوصى عناصر الشرطة بحسن معاملتي وان يكونوا رهن اشارتي في كل ما اطلب
وبعد عدة ايام وبالذات مساء الثامن من يونيو ليلة الاثنين اندلعت شرارة الانقلاب وامتلات سماء انواكشوط من نيران القذائف في كل اتجاه ولاسيما بعد الظهيرة حيث اصبحنا بين فوهات المدافع وسقطت قذيفة عند جدار المبنى الذي يضمنا فاهتز للسقوط وامتلات الغرف من غباره وطلبنا من الشرطة ابعادنا عن المكان فامتنعوا لعدم امكان تواصلهم مع قادتهم المنشغلين بالمعركة
ولاغداء ولا عشاء كحال اغلب اهل انواكشوط
وبات الرئيس بشر ليلة فقد قيل ان مرافقه محمد بن عبدي اخفاه في مطبخ الحرس ( وكنا نتحدث عن انتقام الله تعالى لنا )
وبعد سبع عشرة ليلة أطلقوا سراحنا بعد ان اغلقوا المعهد. وصوروا منا فديو لبيعه
والحمدلله على كل حال ونعوذ بالله من حال اهل النار
