كنت تحت عريش الوالد رحمه الله تعالى في مدريد، وأنا رابع أربعة شباب، قضيت أول يومي منتظرا - مثل غيري على أحر من الجمر - الإعلانَ عن نجاح الإنقلاب...!!
وفي المساء بينما الوالد رحمه الله تعالى في اثناء درسه ، وبين تلامذته في ظل كوخه، إذ عاجلتنا أنباء على قناة الجزيرة القطرية، عن إعلان منطقة كارفور مدريد منطقة عسكرية مغلقة، تسلل الذعر تسلل الظلام إلى النفوس، ففزع أهل المنطقة زحفا إلى الشرق من سوق لكبيد الذي أمسى هو آخر نقطة تتوقف عندها باصات وسيارات النقل، صليت المغرب مع الوالد رحمه الله، وبدأت اقنعه بالهروب عن منطقة المواجهة والمستعرة، والتي صرنا لانسمع فيها إلا دوي المدافع وأصوات البارود، سرنا على أقدامنا نحو الشرق لعلنا نجد سيارة نقل أوخبرا عن مكان آمن، التقينا ببعض الهاربين فأقنعونا بالتوجه جنوب منطقة BB، وهو توجيه منطقي عندنا حينئذ، لأن حيز الصراع ممتد من Bb اتجاه مناطق الكارات والقصر شمالا، فاعتقدنا صحة التوجه فزحفنا نحو العمود 13 فإذا الحرب هناك أشد لظى وسعيرا...
وفي الصباح الموالي رجعنا إلى منطقتنا، وقد صمت البارود، وتوقفت حركة الناس، وانقطعت الأخبار، فلا حرارة لهاتف، ولا قطرة ماء، ولا دكان يجيب...غيرَ زجرة من عسكري يقف منك على مدى البصر، ويصيح أن أدخل في بيتك ولاتخرج...
في الحقيقة يوم الثامن 2003 ظنناه بداية فجر جديد، وشمس حرية لمعتقلي المنابر والرأي ...لكنه أظهر هشاشة بنيتنا التحتية والفوقية....وأننا لانتحمل كدولة وشعب ووطن غير السلم والعافية.
#يوم_الثامن_2003