بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
غادرتني مساء أمس المرأة التي رافقتني طوال حياتي، ربتني و نصحتني ووقفت إلى جانبي في كل مراحل عمري مشجعة و ناصحة ومقومة، فكانت سندي و مصدر البهجة في نفسي، غرست فينا قيم المروءة و الشهامة و الوفاء وسقتها بعطفها وحنانها..
شملها الله برحمته التي وسعت كل شيء.
ولأن الحياة تستمر..سنستمر كما استمر من سبقونا بعد رحيل سلفهم وأحبائهم.. سنة الحياة تقتضي المضي قدما مهما توالت المطبات.
صادف اليوم الأول لوفاة أمي أول أيام تطبيقي للتعديل الذي أجرته إدارة الأمن على قرار القضاء القاضي بالتوقيع عدة مرات في الأسبوع لدى إدارة الأمن وذلك ضمن إجراءات الرقابة المشددة المرفقة بالإقامة الجبرية، المتخذة ضدي تعسفا.
ورغم اختيارهم لأوقات القيظ الشديد و أيام العطل لتصعيد التضييق و الاستهداف فقد شرفني المواطنون الأحرار بجموع غفيرة رافقتني اليوم خلال مسيري و قدموا لي من المؤازة والمواساة ما لم يقدمه لي من كانوا يدعون القرب و يلبسون ثياب الحمل ويتوافدون أسرابا و قطعانا في أزمنة غابرة.. لكم مني مواطني الأعزاء كامل الشكر و وافر الامتنان، وصدقوني لحبكم و تعاطفكم أشرف عندي وأثمن من كل الرتب و المناصب و الأوسمة و التكريمات.
وأطمئنكم أنني اليوم أقوى بكثير من الأمس بكل أبعاده وفقراته، وثقوا بأنني سائر في طريقي أوقع رفقة أحرار هذا الشعب وثائق حرية الوطن و استقلاله و نعمل بجد وإخلاص على رفعته و صون مكتسباته.