قال رئيس تيار من اجل الوطن الاستاذ محمد جميل ولد منصور إن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ليس المسؤول عن إيجاد مرشح توافقي للمعارضة ولا عن وجود مرشحين جادين ضده.. لأن الامر ركن أساسي من مهمة المعارضة واختصاصها.
ورأى ولد منصور في تياره قوة جديدة تحمل قوة اقتراحية وتنوعا مجتمعيا وكفاءة وخبرة فنية معتبرا أنها تيار داعم لرئيس الجمهورية لكنه ايضا تيار ممتد في الزمان والسياسة.
نص المقابلة:
موقع الفكر: لماذا تيار من أجل الوطن؟
الرئيس محمد جميل منصور: الحمد لله رب العالمين والصلاة على رسوله وآله وصحبه، هذا سؤال تلقائي، صدر من أكثر من جهة، وحاولنا في افتتاح أنشطة التيار الإجابة عنه بالقول إن هذا التيار يأتي بديلا أو ردة فعل على:
- حالة الجمود التي تسود الحالة السياسية في البلد.
- ضعف الثقة في الحالة السياسية بفعل الرتابة والجمود سواء في الموالاة أو المعارضة.
وقلنا إن هذا التيار جاء من أجل:
- بعث الأمل في العمل السياسي
- التأسيس على قوة اقتراحية تسمو بالنقاش العام من الجزئيات والمواقف المختصرة والأمور الشخصية نحو مقترحات ومقاربات ورؤى تتعلق بالإشكالات والقضايا الوطنية الرئيسية.
- يعيد التيار المفهومين الكبيرين في العمل السياسي تجسيدا في الأداء السياسي وهما الانفتاح والتنوع الوطني، وهاهو التيار يستوعب تنوعا وطنيا قل مثيله، ويضيف بين فريق من السياسيين مع اختلاف مشاربهم، ومجموعة من الأطر والكفاءات الفنية والعلمية أولي الخبرات والقدرة الاقتراحية العالية في مختلف التخصصات المهنية، والتي لم تمارس العمل الحركي التقليدي ولا العمل السياسي في مستوياته المتقدمة في بعضها، والعمل السياسي المطلق في أغلبها، ووجودها يضفي قوة وحيوية ونوعية نحن حريصون عليها.
ولذلك فإن هذا التيار يضيف إلى المشهد حيوية، ويضفي عليه جدية، ولا نريد أن نقول إن كل المشهد السياسي مختل، ولكن فيه رتابة وجمود وتكرار وتقليدية تحتاج روح تجديد في المضامين والأشكال، وتيار مثل تيار من أجل الوطن، ورؤية مثل رؤيته..
موقع الفكر: مع قرب الانتخابات الرئاسي، فلم يبرز حتى اللحظة مرشح جدي في هذا الاستحقاق الهام، فما موقفكم من فكرة المرشح التوافقي؟
الرئيس محمد جميل منصور: أكثر الناس الحديث في موضوع الساحة السياسية، وغياب منافس جدي لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وفي تصوري أن مسؤولية هذا الفراغ المتحدث عنه، هو مسؤولية القوى السياسية، وخصوصا تلك التي تعتبر نفسها معارضة للرئيس الغزواني، فهذه القوى هي المسؤولة عن تقديم مرشح موحد، أو مرشحين جادين، فتلك في العموم مسؤوليتها.
أما بالنسبة لرئيس الجمهورية، فأضاف إيجابيات كثيرة إلى المشهد السياسي من تهدئة ونقاش، ومن بعد عن الحدية والإلغاء، وما كان لهذه الإيجابيات المختلفة أن تؤدي إلى جمود في المشهد السياسي، بل كان ينبغي أن تكون حركية دافعة إلى حوار وتدافع ونقاش، وهذا الجمود مسؤوليته على القوى التي لا تفوت الفرص والأوقات الضرورية، أو تدفع بالصراع إلى غير وقته ومساحته وزمنه.
أما بالنسبة لنا في تيار من أجل الوطن، فإننا – خلافا للتدرج من الوجود السياسي والبناء التنظيمي والتشكل السياسي ثم اتخاذ الموقف- وانطلاقا من الموقف الذي يعرف به رئيس التيار وصاحب المقترح الأول في نشأته، كنا واضحين في موقفنا الداعم لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وأوضحنا في القرار الصادر عن الهيئة التأسيسية، أن هذا الدعم يتأسس على:
- تقويم إيجابي للمأمورية المنتهية.
- أن الرئيس أقام عافية سياسية كان صاحب المبادرة فيها.
- وقعت مقدمات تعاف اقتصادي واجتماعي.
وبناء على ذلك فنحن ندعم ترشيحه للرئاسيات القادمة، لعل ذلك يكون سببا في تنفيذ الإصلاحات التي يريدها الموريتانيون، وتدارك النواقص والفوائت المسجلة في المأمورية الأولى، وإصلاح ما يننغي ترميمه وإصلاحه.
وقلنا إنه دعم ليس تقليديا لا في سببه الذي يقوم على النسبية في التقويم، ولا في مضمونه المتأسس على الاستدراك ولا في آليته المتأسسة على البرنامج السياسي الذي ينبغي أن يقدمه المرشح للرأي العام والقوى السياسية.
موقع الفكر: يرى البعض أن أحزاب المعارضة تضررت بسبب مهادنتها للرئيس محمد الغزواني، وسكوتها عن نقد نظامه؟
الرئيس محمد جميل منصور: الأسباب الذاتية هي التفسير الأول للحوادث، أما العامل الخارجي عن المؤسسة أو الإطار، فهو عنصر تكميلي للتفسير، وإنما تقع الهزات أو الاختلالات إذا توفرت ظروفها وأسبابها وبيئتها، كما يقول مالك بن بني في حديثه عن القابلية للاستعمار
الأحزاب لا تضعف ولا تضعف إلا إذا توفرت القابلية لذلك، وعمليا نحن لا نقول إن الظروف جيدة ولا نستخدم مصطلحات بعض السياسيين مثل عبارة تدوير المفسدين.
وأهم ما يجب في نظرنا هو استيعاب الشباب والأطر الأكفاء في جسد الوظيفة العمومية والإدارية، رغم قلتهم ومحدوديتهم فإنهم عنصر إضاءة في مسار التعيينات.
صحيح أن هنالك شخصيات أعيدت فيها الثقة، ينظر إليهم الرأي العام بريبة أو شك، أو لبعضهم ملفات قضائية، وهو ما نعتبره خطأ، ونرجو أن تكون وتيرة الإصلاح أكثر سرعة، ووتيرة إحلال المصلحين في مواقع التأثير أسرع وأكثر في المراحل القادمة، والرسائل التي يبعثها رئيس الجمهورية في هذا المجال متعددة، وتدل على نيته وعزمه على الإصلاح.
أما مظاهر الشحن والقبلية فهي أمراض مجتمعية ينبغي للقوى الوطنية أن تعالجها، رغم أن الجميع يستفيد منها في التعبئة السياسية وفي الدعاية الإعلامية، وربما نضظر نحن لاحقا لاستخدام بعض الوسائل التي قد لا تكون الرهان الأول أو الخيار الأهم بالنسبة لنا، لكن تدبير المشهد السياسي ليس من السهولة التي تمكن من اختيار المناسب دائما.
ونعتقد عموما أن الصراع مع البنى العصبية والمجتمعية يحتاح حكمة، رغم أن تلك العناوين ليست درجات في سلم بناء الدولة الوطنية والمؤسسية، والمهم دائما السير قدما وليس الرجوع إلى ما تجاوزه الزمن أو ينبغي له أن يتجاوزه.
موقع الفكر: ماموقفكم من تقننين القبلية والجهوية والفئوية في التعيينات؟
الرئيس محمد جميل منصور: استصحاب التعيين التعويضي لهذه الفئة أو الجهة أوالعرق ليس أمرا إيجابيا، وتحويله إلى قاعدة إدارية خطأ ينبغي تصحيحه، ويدخل الأمر فيما سبق أن ذكرت لك من أن التعامل مع هذه القضايا يحتاج تدبيرا مرنا، ومقاربة سياسية، قد تختلف من حالة إلى حالة ومن واقع إلى آخر، وتدبير الشأن العام ليس أمرا ميكانيكيا سهل التنفيذ، والمثالي المطلوب دائما السير بالعدالة في التعيين، والسعي إلى اختيار الأكفاء دائما وهم موجودون في كل مكون مجتمعي وكل جهة وطنية.
ونحن حريصون في التيار مثلا على التنوع الوطني عبرعناوينه من خلال الفئات والجهات والولايات.
ومقاربة هذا التدبير تقتضي عدم الارتهان له، وعدم القفز عليه والسير المتدرج للتخلي عنه بعد أن تأخذ المواطنة الجامعة حالتها وحاكميتها على تفكير وممارسة السياسة والشأن العام بشكل.
موقع الفكر: ماعلاقة تياركم بأحزاب الأغلبية؟
الرئيس محمد جميل منصور: نحن في مرحلة تيارية، وهي مرحلة قد يكون فيها مستوى من الحرج في التعاطي معنا باعتبار أننا ما زلنا في مرحلة ما قبل الحزب، وبشكل عام يصدق في تموقعنا السياسي أننا تيار موال، ويمكن أن تستدرك فتقول " موال ولكن"، ويعني ذلك أننا موالاة غير تقليدية، ونقول إننا نملك وسنملك إن شاء الله الشجاعة لننتقد ما نراه أهلا للانتقاد، وقد عبرنا عن هذا سابقا بعبارة "المساندة الناقدة" أو "المساندة النقدية" وإن لم يرق هذا المصطلح حينها لبعض الناس.
وعمليا نحن ننظر بإيجابية إلى أداء رئيس الجمهورية وندعمه في الرئاسيات القادمة، رغم ملاحظاتنا على أداء حكومته، بما فيه من أخطاء وسلبيات، وما حقق من إيجابيات وإنجازات، ونختار في نقدنا الأسلوب المناسب لمن هو في موقعنا السياسي، وهذا وضعه السياسي.
موقع الفكر: ماذا عن مستقل علاقتكم كتيار بالسلطة؟
الرئيس محمد جميل منصور: الحوار السياسي جاء في ظرف لا تمثل فيه التحديات السياسية عقبة قوية في وجه الرئيس الحالي ونظامه، ولم تظهر بعد منافسة لحد الآن ذات حجم جدي، ونحن كتيار عبرنا عن موقفنا وقلنا إننا مشروع سياسي ممتد في الزمن والفضاء الاقتراحي.,
وقلنا إننا داعمون لرئيس الجمهورية، الذي لم تبق له غير مأمورية سياسية واحدة، وأملنا أن تستمر مسيرتنا وأداؤنا السياسي
ثم إن طبيعة التيار بما يضم من كفاءة وأطر، وبما يضم من قوى وطنية جديدة على العمل السياسي تجعله ابتداء مسار جديد، وانطلاق خط سياسي لا يمكن حصره في موقف ولا فترة محددة، وبطبيعة الحال يطرح أمامنا احتمال الشراكة الوطنية حول رئيس الجمهورية الحالي، وقد يكون جزء من معارضة وطنية إذا توفرت ظروف ذلك وأسبابه.
وموقفنا الحالي هو ما عبرنا عنه، والعقلية السائدة عندنا هي عقلية سياسية واقعية، وتعمل على الاستفادة من الدروس والسعي إلى إصلاح الشأن العام، وليس الصراع.
موقع الفكر: هل نتوقع تعيين رئيس هذا التيار؟
الرئيس محمد جميل منصور: على ماذا تكون المكافأة!
نحن نخبة سياسية عبرنا عن موقف، وعبرنا عنه بوضوح وبعامل استدراك تعبر عنه "لكن " التي نضيف إلى مواقفنا، وتيارنا السياسي ليس في أولوياتها الآن غير البناء والاستكمال والإسهام القوي والعاقل في الانتخابات القادمة لصالح رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ولكل حادثة حديث ولكل مرحلة مايناسبها من القول.
موقع الفكر: في الرئاسيات، ألا ترون أن موريتانيا أحوج في هذه الفترة لمرشح وطني توافقي جامع؟
الرئيس محمد جميل منصور: هنالك مقاربتان سياسيتان في هذه المسار، وهما:
- المقاربة الأولى السعي إلى أن يكون الرئيس ذو المسار الإيجابي والمكاسب القوية أن يكون مرشح إجماع وطني بالمعنى الحقيقي الشامل.
- المقاربة الثانية أن الديمقراطية تقتضي تشجيع المنافسة بغض النظر عن حجمها، ولاينبغي تعويدها في البداية - ونحن في بداية مسار ديمقراطي- إلى الانتقال للتوافق مباشرة في مثل هذه المراحل.
وبالتالي تشجيع المنافسة ضروري بغض النظر عن حجمها.
وهذا الموضوع ليس من صلب اهتمامنا ولم نوله نقاشا مهما، وأولويتنا هي دعم رئيس الجمهورية في ترشحه، أما همنا القادم، فهو السعي إلى إحياء الحوار والسير إلى إحيائه، للخروج من حالة التردد بشأن الحوارات المتعددة التي اختبرنا منها ثلاث طبعات منها الحوار المعلق، وحوار وزارة الداخلية متكلم عن تطبيق نتائجه، وأخيرا الميثاق الجمهوري وقع عليه البعض وتحفظ عليه.
موقع الفكر: هل تحدثتم مع رئيس الجمهورية بشأن تيار من أجل الوطن؟
الرئيس محمد جميل منصور: كانت لقاءات متعددة مع رئيس الجمهورية، وشرفني بأن أتاح لي فرصة النقاش معه في قضايا وطنية في أكثر من مشهد، والتيار بشكل عام هو مشروع سياسي لأصحابه هم من يعملون عليه ويناقشون مواقفه ويعلنونها، ويسعون لإنجاحها.
موقع الفكر: ما أهم الإنجازات التي حقق الرئيس غزواني في مأموريته الأولى؟
الرئيس محمد جميل منصور: موضوعيا في الذكرى الرابعة لرئيس الجمهورية، نشر المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية وثيقة مفصلة عن أداء الرئيس، وفيها كثير من التفاصيل المهمة التي يمكن أن تعودوا إليها.
هنالك من يحاول التقليل من أهمية إنجازات نوعية في مجال العمل الاجتماعي، لأنها ليست منشأة مشيدة مثل مطار قائم، لكنها أكثر قيمة سواء تعلق بالتوزيعات النقدية أو التأمين الصحي لقرابة مئة ألف أسرة، أو ما قيم به من أعمال نوعية ومنشآت مهمة في قطاع التعليم والصحة، وما ظهر من منشآت في قطاع التعليم في اتحاد النوعية والتوسع في المنشأة يعزز مفهوم المدرسة الجمهورية، رغم النواقص المسجلة.
وكذا تعزيز وتوسيع منشأت التعليم العالي، وما تحقق من توسع ونوعية في الشبكة الطرقية، والأهم النوعية الملموسة في المنجز.
وهنالك في العاصمة مستوى أقل، لكنها يتقدم ببطء، وموضوعيا ما حقق من إنجازات متنوع ومتعدد، ربما تكون مشكلته أنه منحاز إلى الطبقات ونقاط الضعف الأساسية، لكن نتوقع أنه بعد أن تنتهي الجسور وتنطلق عليه حركة السير، فسيتغير مستوى التقويم، وتدخل هذه الإنجازات في سياق الإشادة.
عند اكتمال الجسور ستنال نصيبها من الاحتفاء والتقدير.
وقد قلت لفخامة رئيس الجمهورية، أن مساوئ التطبيق، تسيئ إلى المشروع المهم، وأن بعض القائمين على بعض المشاريع الكبيرة، لم يتعود أصلا على الأداء الجيد، وقد حصل ذلك فعلا في كثير من الإنجازات، وهذا موقع القول بأن الإصلاح لا يمكن أن يأتي من غير مصلحين أو صالحين.
وعموما نحن في التيار عازمون على أن لا نقول غير ما نرى أنه الحق، وما تدعمه الشواهد وتدل عليه المؤشرات، ولا نستحي من نقد ما نرى أنه يستوجب ذلك.
موقع الفكر: شهدت المأمورية الأولى خللا في تدبير الشأن العام، فهل سيغير الرئيس نهجه خلال مأموريته الثانية؟
الرئيس محمد جميل منصور: هنا يتحدد حديثنا عن مأمورية ثانية من أجل تعزيز الإنجازات، واستدراك العثرات، قلنا إنه تحقق الكثير في ملف مكافحة الرق، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتعزيز الإخاء الوطني لكنه ليس كافيا، وأن الإنجازات في مجال التنمية والبنى التحتية ليس كافيا، وأن المأمورية الثانية فرصة لتعزيز المنجز وترميمه وفتح آفاق أكثر قيمة وأرسخ إنجازا.
وهنالك بشكل عام فإن رئيس الجمهورية في كثير من خرجاته الإعلامية يعبر عن مستوى من عدم الرضا عن الإنجاز وينتقد بعض الأداء ويتساءل عن انعكاسه على المواطنين، وهو ما يعني أنه يملك إرادة للانطلاق والتعزيز، ويحق للرئيس أن ينتقد، لكنه يطلب منه أن يصحح الخطأ.
وهناك إشكال يتعلق بالظروف والوضع الذي يكتنف أجهزة الدولة، وعموما في كل ديمقراطية يكون الرئيس في مأموريته الأخيرة أكثر جرأة وأكثر حرية.
موقع الفكر: نشكر لكم كريم تعاونكم، والله يحفظم ويرعاكم.