درس التفسير في سورة يوسف:
وقد رأى الإخوة المسئولون في وزارة الشئون الدينية: أن أبدأ نشاطي العلمي بدرس أسبوعي في تفسير القرآن الكريم، ائتساءً بشيخ النهضة الجزائرية الشيخ ابن باديس، واختاروا مسجدًا هو أقدم المساجد في العاصمة، لما يرمز إليه من معنى.
وكنت أريد أن أبدأ من حيث انتهى العلامة رشيد رضا في تفسير المنار، أي من سورة الرعد، ولكن عددًا من الإخوة استحسنوا أن أبدأ بسورة يوسف، واستجبت لاقتراحتهم. وحددّت الليلة التي أبدأ فيها الدرس. ودُعي جمّ غفير من الناس، ومن كبار العلماء والوجهاء. وبدأت التفسير على بركة الله، مبتدئًا بمقدمة في التفسير. ثم دخلت في تفسير السورة. واستمرَّ هذا الدرس، حتى أتممت أكثر من نصف السورة.
وكانت مشكلتي في هذا الدرس: أني بعيد عن مكتبتي، وكنت أستعير ما تيسَّر من الكتب من الوزارة أو غيرها، وأعتمد على ما هو في الذاكرة، وعلى التأمل.
ولم يكن الدرس يتوقّف إلا إذا سافرت إلى قطر، التي كنت أذهب إليها كل فترة من الزمن، حيث تركت أسرتي هناك. أو إذا تأخَّرت في قسنطينة لسبب أو لآخر.
وكان هذا الدرس يسجل مسموعًا ومرئيًا، وؤإن لم يكن عندي منه أي نسخة، وقد طلبت من أحد تلامذتي في الجزائر محمد صائب أن يبحث عن شريط مسجل لهذا التفسير، ويبعث به إليّ. ووعدني بذلك شكر الله له. وأرسله إليّ بالفعل، ولكن مما يؤسف له حقًّا: أنه ضاع مني، ولا أدري كيف؟ فمن كان لديه نسخة مسجلة من هذه الحلقات والدروس - ولو على كاسيت - فليتفضل بإرسالها إلي وجزاه الله خيرًا.