الرئاسيات السنغالية: الخاسرون الكبار في السباق إلى القصر - ترجمة موقع الفكر

جرت الانتخابات الرئاسية لعام 2024  في هدوء وسكينة،  وإذا كان باستيف وباسيرو ديوماي فاي هما الفائزان الكبيران، فإن الاقتراع عرف خاسرين كبار. ومن الطبيعي أن يكون الخاسر الرئيسي أمادو با، مرشح الأغلبية الحاكمة الذي كان يأمل على الأقل في التأهل إلى الجولة الثانية، فمن المهانة الحقيقية بالنسبة لرئيس وزراء سابق أن يتعرض لهزيمة ساحقة في الجولة الأولى على يد حزب المعارضة الرئيسي.

ماكي سال.. نهاية حزينة

أما الخاسر الأبرز بعد مرشح الأعلبية فهو معلمه الرئيسي المنتخية مأموريته ماكي صال، الذي حاول تعطيل العملية الانتخابية بحجة أن هناك أزمة خطيرة تنتظر السنغال. وكان لا بد من تبرئته من المجلس الدستوري والقوى الفاعلة حتى يوافق على تنظيم الانتخابات، واليوم و ما زلنا نتساءل ما هو هذا التهديد الذي زعم ماكي سال والذي لا يستطيع السنغاليون تخيله؟؟.

بعد استخدام العدالة والإدارة للقضاء على عثمان سونكو، أراد ماكي سال اللعب مرة أخرى. وفي هذه المرة فقد كل شيء.

وزيادة على ذلك، سيذكر التاريخ أنه اختار مرشحاً ثم أدار له ظهره،  فهو لم يكتف بعدم دعم أمادو با، بل أضعفه، واليوم يغادر السلطة دون أن يجهز لخلافته،  ومن المؤكد أن حزبه سوف ينهار من الداخل.

ويظهرالحلفاء أيضاً من بين الخاسرين، وأبرزهم الحزب الاشتراكي وحزب تحالف قوى التقدم الذين لم يرغبا في الترشح.

المرشح "خليفة" و ثمن الحوار

أما الخاسر الآخر فهو بلا شك خليفة صال الذي تم استبعاده من انتخابات 2019. وكان كل ما يهمه هو المشاركة في انتخابات 2024،  مهما كانت الطريقة التي سيشارك بها. وقبل يوم التصويت،تم تقديمه على أنه دخيل وصانع الملوك. وفي النهاية كانت هناك خيبة الأمل كبيرة داخل حزبه  Taxawu؛ بالإضافة إلى ذلك،  فإن العلاقات بين خليفة والأسياد الجدد متوترة، حيث يتهمهونه بالخيانة لمشاركته في الحوار الذي سمح لماكي صال أن يتخذ كل الوسائل اللازمة للقضاء على عثمان سونكو.

إدريسا سك و ثمن المراوغة

ومن بين الخاسرين أيضا إدريسا سك الذي لا يحدث مفاجآت؛ فهو يدفع فاتورة مراوغاته وخيارته.

فعندما غادر ائتلاف بينو بوك ياكار لسوء نتائجه في الانتخابات الرئاسية عام 2012،  لأنه فضل الاحتجاج بدلا من العمل الميداني. لذلك اعتقد أنه سيحقق نتائج جيدة من خلال القيام بجولة في البلاد. ومن الواضح أنه أخطأ في تقدير توقعات السنغاليين الذين يطالبون بأخلاق سياسية جديدة،  فتمت معاقبتة بشدة على تقلباته. فانتقل من 26% في عام 2019 إلى 1% في عام 2024.

المرشح "بوغان الدعي"

ومن خلال اعتداده برأيه انتهى به الأمر إلى إقناع نفسه، بأنه الرجل المناسب لهذا المنصب، لم يتمكن بوغان، المرشح في جميع الانتخابات منذ عام 2019، من تجاوز عنق الزجاجة.

إضافة إلى ذلك، سيذكر التاريخ أنه اختار مرشحاً ثم أدار له ظهره،  فهو لم يكتف بعدم دعم أمادو با، بل أضعفه،  واليوم يغادر السلطة دون أن يجهز لخلافته. ومن المؤكد أن حزبه سوف ينهار من الداخل.

و لذا ظل لفترة طويلة محتفظاً ، وبحال من التشويق، بشأن المرشح الذي سيدعم. وفي اللحظة الأخيرة قرر عدم إعطاء التزامات، فحدد مع أنصاره الجولة الثانية موعداً. لذلك كان ينتظر هذه اللحظة ليقدم نفسه كصانع ملوك. وكان الأمر سيئا بالنسبة له، فقد اقتصر التصويت على الجولة الأولى.  وسيكون غائباً تماماً عن الانتخابات الرئاسية وسيتعين عليه أن يجد مكانه في المعارضة.

وبالتالي فإن وزن هذا المرشح الرئاسي انتخابيا لا يزال مجهولا، لكن بوغان يريد أن يكون صوته مسموعا.

السقوط المدوي 

وعلى مستوى الأحزاب فإن حزب الوحدة والتجمع (بور) يظل الخاسر الأبرز وإن كان المرشح الرائاسي أليو مامادو ديا أقل خسارة من هذا الحزب. فبعد الانتخابات الرئاسية عام 2019، حصل الحزب على نتيجة مشرفة. ولذلك قدم الحزب نفسه كقوة سياسية. ولذلك توقعنا - و بشكل منطقي- زيادة في الحضور، خاصة وأن المرشح يتمتع بشخصية جيدة. لكن حزب سيرين مصطفى سي تراجع بشكل حاد عقب هذه الانتخابات. وما يزال بإمكانه تقديم أداء أفضل من حزب ريو-مي  لإدريسا سك.

أصل المقال:

https://www.seneweb.com/news/Politique/les-grands-perdants-du-scrutin_n_...