.
العودة إلى قطر:
وبعد نحو شهرين على ما أذكر، عدت إلى قطر، لأطمئن على أحوال أسرتي، وهذا ما اتفقت مع الجزائريين عليه، وكذلك مع قطر. والحمد لله، وجدت الجميع بخير، ولم يحدث شيء في غيابي يلفت النظر إليه، وكل شيء يمضي على ما كان عليه، بشكل روتيني.
وقد لقيت ولي العهد وقتها الشيخ حمد بن خليفة ظظظ، لأودعه قبل أن أسافر، وسألني عن حالي في الجزائر، فقلت: على ما يرام، ولله الحمد... ثم سألني: هل ينقصك شيء؟ قلت: كل أموري طيبة، وكل ما أريده أن تصرف لي تذكرة ذهاب وعودة كلما جئت من الجزائر، فقد يصعب عليّ أن أطلب منهم ذلك، مع أنهم لا يتأخرون عن شيء أطلبه وأمر بذلك على الفور. وودّعته شاكرًا.
إلى الخرطوم حتى قامت الحرب وأنا فيها:
ثم ودّعت أهلي وأولادي، على أن أرجع إليهم بعد فترة وأخرى، مسافرًا إلى الخرطوم، حيث كنت مدعوًّا إلى ندوة عن «الزكاة»، ومنها إلى الجزائر. فوصلت إلى الخرطوم، وشاركت في الندوة، وحجزت بعدها على الطائرة المصرية المسافرة إلى القاهرة، لآخذ من هناك الطائرة الجزائرية الذاهبة إلى الجزائر.