الدكتور المختار أوفى لموقع الفكر: لا خلاف بين اثنين الآن على أن وضعية التعليم مزرية جدا

اعتبر  الدكتور المختار أوفى أنه لا خلاف بين اثنين الآن على أن وضعية التعليم مزرية جدا، وحتى المسؤولين عن ملف التعليم لا يترددون في وصف حاله بالمزري، وأن المستويات في انحدار شديد، وأن شركاء العملية التربوية عازفون عن المدرسة، وغير متحمسين لها.

وأضاف ولد أوفى في حوار له مع موقع الفكر سينشر لاحقا أن  هذا  الخلل لم يأت بين ليلة وضحاها، بل حصيلة ظروف وسياسات وأسباب متعددة، ولعل من أبرزها في نظري يقول المختار ولد أوفى:

  • الوضع السيئ للمدرس: رغم أن بلادنا خرجت أعدادا هائلة من العلماء في ظرف غير موات وحياة أبعد ما تكون عن الرفاهية، إلا أن إحساس الشيخ والأستاذ المحظري بمسؤوليته تجاه الدين والمجتمع كان عاليا وضميره العلمي كان حيا ومؤثرا، وقد فقدنا هذه الميزة، لأن المدرس الآن مجرد موظف لدى الدولة، فقير ومنظور إليه من الناس بازدراء، وإنما ساقه إلى التعليم الاضطرار، ويسعى أيضا إلى مغادرته متى توفرت له ظروف أو حد أدنى من الكفاف الدي يغنيه عن مقاساة يوميات التدريس، والمهن التي كانت في حضيض سلم الترتيب الاقتصادي، باتت أكثر دخلا وقيمة للمدرسين من التعليم، وبذلك فقدت الرسالة التعليمية من يمكن أن يحملها.
  • الوسائط الاجتماعية: أصبح الأهالي يقتنون هذه الوسائط والوسائل التي تغني عن المدرسة، وتشغل الأوقات بما لا يفيد، وجاذبيته مسيطرة على الطفل والفتاة والمراهق وفي التنافس بينها وبين المدرسة، فإن حظ المدرسة ضئيل وصعب على نفس المراهق.
  • الميزانية القليلة: مقارنة مع ضخامة المهمة وصعوبة المسؤولية، حيث أن الدولة تخصص ميزانية كبيرة للجيش وعتاده، ويمكن أن تقارن بين ميزانية الجيش، وميزانيات التعليم خلال السنوات الأخيرة، وكيف يمكن أن نحسن من التعليم ونحن نضن عليه بما ينبغي أن يوجه إليه، لقد كنا نطمح خلال الثمانينيات أن تكون ميزانية التعليم ثلث ميزانية الدولة الموريتانية، ولئن كانت وصلت لنسبة 19% في تسعينيات القرن الماضي،  فإنها الآن لا تصل إلى 12%.