
في اطار استمرار المواجهة مع فرنسا، أعلنت النيجر للتو عن نهاية مؤسسة رمزية في نيامي. و تمثل هذا القرار في إغلاق المدرسة الثانوية الفرنسية "لافونتين" مع بداية العام الدراسي المقبل نقطة تحول تاريخية في البلاد، العازمة على استعادة السيطرة على نظامها التعليمي.
إنه الفصل الذي انتهى بعد وجود دام 60 عامًا طوالا. وقد افتحت هذه المؤسسة في الستينيات، وكانت واحدة من آخر معاقل التعليم الفرنسي في النيجر. و تعتبر السلطات الحالية هذا الوجود مرهقاً.
وبإعلان إغلاق هذه المدرسة التابعة للتعليم الوطني الفرنسي، يوجه النظام العسكري ضربة جديدة لباريس.
و تسعى السلطات النيجيرية بهذا الإجراء إلى تأكيد استقلال نظام التعليم النيجري في مواجهة النفوذ الفرنسي، والى طي صفحة من التراث الاستعماري المرهق، والى الانفصال عن الماضي الإستعماري و تعتزم نيامي الآن رسم طريقها الخاص نحو السيادة التعليمية في رغبة واضحة في الاستقلال وإنهاء استعمار العقول.
ويعد النظام النيجيري الجديد بتطوير تعليم أكثر شمولاً، يتجاوز المعوقات المالية الاجتماعية. ويهدف في مرحلته الأولى الى تدريب الشباب النيجيري بشكل أفضل على وظائف الغد ، بما يتماشى مع الواقع الاقتصادي المحلي. وهو التحدي الذي يبدو أن النظام الجديد عازم على مواجهته، حتى لو كان في ذلك مفاجأة حليفه الفرنسي السابق. ويعد إغلاق مدرسة "لافونتين" الثانوية عملا له مغزى عند هذه الشعب الباحث عن التحرر في مجال التعليم .
وبعيداً عن الطلقة التحذيرية الدبلوماسية، فإن هذا القرار يجسد تصميم السلطات الجديدة على إعادة صياغة المجتمع بعيداً عن فرنسا بما يضمن إصلاحا تربويا عميقا يتيح نظاماً جديداً مستقلاً وواعداً لشباب البلد.














