صراع يومي مرير تخوضه هؤلاء النسوة كغيرهن من سكان قرى آفطوط من أجل الحصول على بضع جرعات من الماء العكر، صفوف طويلة ومعاناة تحت شمس حارقة في هذه النقطة أو تلك لجلب المياه من مناطق على بعد مرمى حجر من سد فم لكليته، فيما توجد مناطق أخرى قرب بحيرة مال التي جفت باكرا خلال السنة الحالية، فلم ينفعهم القرب من سد فم لكليته الذي بلغ عمره 4 عقود من الزمن الضائع وجيرته يتضاغون من العطش، وربما يصدق فيهم المثل" جاور الماء تعطش"
تقول النسوة اللائي أتى بعضهن من مسافات بعيدة- إن هذه البرك الآسنة هي مصدر السكان الوحيد للحصول على المياه وعلى مدى فترات تمتد لأشهر، حيث يتتبع السكان أماكن انحسار المستنقعات عبر البطاح وبطون الأودية والوهاد ويحتفرون حفرا سطحية طيلة أشهر الصيف يشرب منها الإنسان والأنعام وما جلب السيل من الكلاب والذئاب، فالماء قسمة بين الجميع..